للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونقل الحافظ ابن كثير من هذا الكتاب أنه أطلق يوم عاشوراء من سنة ٧٢١ هـ بمرسوم السلطان، وكانت مدة إقامته خمسة أشهر وثمانية عشر يومًا (١).

وقال ابن كثير في حوادث سنة ٧٢٦ هـ من كتابه "البداية والنهاية": "قال البرزالي: وفي يوم الاثنين عند العصر سادس عشر شعبان اعتُقِل الشيخ الإمام العالم العلّامة تقي الدين بن تيمية بقلعة دمشق، حضر إليه من جهة نائب السلطنة تَنْكز مشد الأوقاف، وابن الخَطيري أحد الحجاب بدمشق، وأخبراه أن مرسوم السلطان ورد بذلك، وأحضرا معهما مركوبًا ليركبه، وأظهر السرور والفرح بذلك، وقال: أنا كنت منتظرًا لذلك، وهذا فيه خيرٌ كثيرٌ ومصلحة كبيرة، وركبوا جميعًا من داره إلى باب القلعة، وأخليت له قاعة وأُجرى إليها الماء ورُسم له بالإقامة فيها، وأقام معه أخوه زين الدين يخدمه بإذن السلطان، ورُسم له ما يقوم بكفايته.

قال البرزالي: وفي يوم الجمعة عاشر الشهر المذكور قرئ بجامع دمشق الكتاب السلطاني الوارد باعتقاله ومنعه من الفُتيا، وهذه الواقعة سببُها فُتيا وجدت بخطه في المنع من السفر وإعمال المطيّ إلى زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقبور الصّالحين.

قال: وفي يوم الأربعاء منتصف شعبان أمر قاضي القضاة الشافعي في حبس جماعة من أصحاب الشيخ تقي الدين في سجن الحكم، وذلك بمرسوم نائب السّلطنة وإذنه له فيه، فيما تقتضيه الشريعة في أمرهم، وعزر جماعة منهم على دواب ونُودي عليهم ثم أُطلقوا، سوى شمس الدين محمد ابن قيّم الجوزية فإنه حُبس بالقلعة، وسكنت القضية" (٢).


(١) البداية والنهاية ١٦/ ١٥١.
(٢) البداية والنهاية ١٦/ ١٩٠ - ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>