للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رَوَى لنا عن سِبْط السِّلَفي أحاديث من أول "حديث عليّ بن حَرْب".

وكانَ كثيرَ السُّكون لا يتكلّم كثيرًا، ولا يَنْبَسط، يقصدُه النّاس ويُقَبِّلُون يده. وقَدِمَ مع السُّلْطان الملك الأشرف إلى دمشق، وصَلّى الجمعة إلى جانبه بالمَقْصورة، وكان يُكْرمه، وأقطعَهُ قريةً من عَمَل بيروت. وكان صَحِب الشَّيخ نَجْم الدِّين ابن الرِّفاعي، ولبسَ منه الخِرْقةَ.

١٥٣٦ - وفي يوم الخَميس سادس عَشَر ذي الحِجّة بعد العَصْر تُوفِّي أخي أبو الطّاهر إسماعيلُ (١) بنُ مُحمدِ بن يوسُف بن مُحمد بن يوسُف بن مُحمد البِرْزاليُّ، وصُلِّي عليه يوم الجُمُعة بعد الصَّلاة بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر باب الصَّغير، رحمه الله.

وكانَ حفظَ القُرآن وصَلَّى به في شَهْر رَمَضان سنة ثمانين وستِّ مئة بالمدرسة العادلية، وسَمِعَ معي كثيرًا من الأحاديث النبوية. ومن مسموعاته: "مسند الإمام أحمد" - رضي الله عنه -، والكُتُب الستة، و"الدَّلائل" للبَيْهقي، و"المعاني" للزَّجّاج.

وزارَ القُدس مع والده، وسَمِعَ به، وبمدينة الخليل عليه الصَّلاة والسَّلام، وعَجْلون، وبَعْلَبك، وغيرها. وكتبَ مُصْحفًا كريمًا بخطِّ حَسَن، ونَسَخَ غيرَ ذلك، وحَفِظَ أكثر "التَّنْبيه"، و"الجُرْجانية".

وكان مرضه بالسُّل أكثر من ستة أشهر، وحَصَل له في المرض خَيْرٌ وإقبالٌ على الطاعة ومُلازمة للفَرائض في أوقاتِها مع الضَّعْف وقوّة المَرَض، وبلغَ من أمره أنه كان يُصَلِّي بالإيماء من شدّة الضَّعْف.

وقال له الوالد قبل موته بيوم: "أي شيءٍ تشتهي من المأكل"؟ قال: "أشتهي أنَّ الله يغفر لي، وأن تَقْرأ القُرآن وتهديه إليّ". فلازم والده من ذلك


(١) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٧٢٥ مستفادة من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>