للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آخرها تاسع ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وسبع مئة بدمشق والحمد لله وحده. كتبه القاسم بن محمد البرزالي".

فهذه النسخة هي نسخة المؤلف كلّف البرزالي هذا الرجل الفاضل العالم بجمعها من المسودة التي كتبها فبيضها.

وهذه الطريقة كان البرزالي يتبعها في بعض الكتب التي يُعنى بنسخها لنفسه، يكلّف ناسخًا أو أكثر بنسخها ثم يقابلها معه لتكون مدققة متقنة، فلما رغب في نسخة من كتاب شيخه ورفيقه جمال الدين المزي "تحفة الأشراف" كلّف أحد النساخ بذلك فكتب المجلدين الأول والثاني، ولم يكمل الكتاب، فعهد بإكماله إلى ناسخ آخر، فنسخ خمسة مجلدات، فصار الكتاب في سبعة مجلدات، ثم قابل الكتاب مع ناسخيه وسجل ذلك بقوله: "يقول القاسم بن محمد بن يوسف البرزالي عفا الله عنه: كُتب لي هذا الكتاب المبارك، وهو سبع مجلدات في مدة أولها عاشر شوال سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، وآخرها التاريخ المذكور أعلاه (عشية الثلاثاء ثالث رجب سنة ٧٢٧ هـ)، وقابلت المجلدين الأولين مع كاتبهما، وقابلت المجلدات الخمسة الأخيرة مع كاتبها المذكور أعلاه، وكان كل واحد منهما يقرأ من نسخة المصنف التي نسخ منها، وأنا أنظر في هذه النسخة وأجتهد غاية الاجتهاد، وأصلح ما يقع بخطي، وأضبط ما تيسر ضبطه، والله ينفع به المسلمين" (١).

والمجلدان في الأصل مما أوقفه جمال الدين محمود بن علي بن أصفر عينه السودوني الاستدار (٢) على مدرسته التي بناها بالقاهرة خارج باب


(١) مقدمتنا لتحفة الأشراف ١/ ١٥ (ط. دار الغرب ١٩٩٩ م)، وهذه النسخة محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق، وكان صاحبها قد أوقفها على دار الحديث النورية، وكانت من النسخ المعتمدة في تحقيقنا لهذا الكتاب مع ما وصل إلينا من أجزاء بخط المؤلف المزي نفسه.
(٢) ترجمته في الدرر الكامنة ٦/ ٨٧، والنجوم الزاهرة ١٢/ ١٥٩ وغيرهما، وتوفي سنة ٧٩٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>