للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٥٨٠ - وفي ثالث جُمادى الآخرة تُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ العالمُ المُنشئُ بهاءُ الدِّين أبو الحَسَن عليُّ (١) ابنُ الأمير فَخْر الدِّين عيسى بن أبي الفَتْح الشَّيْبانيُّ الإرْبِليُّ، ببغداد، ودُفِنَ بمقبَرة مَشْهد الإمامين: موسى والجواد، - رضي الله عنهما -، وهو في عَشْر السَّبْعين.

وكان صَدْرًا كبيرًا، فاضلًا في الأدب، مُجِيدًا في النَّظْم والنَّثْر، عارفًا بالتاريخ. وكَتَبَ لابن صَلَايا بإرْبِل، ثم خدمَ الدَّولة الصّاحبية (٢) بالعراق إلى أن انقَضَت، ثم نَقَصَ أمره في دولة اليَهُود (٣)، ثم تراجعَ قليلًا بعدَهُم، وسَلَّمه الله تعالى، ولم يُنْكَب إلى أن مات.

وكان أبوه واليًا بإربل.


(١) ذكره كمال الدين عبد الرزاق ابن الفوطي في ترجمة والده فخر الدين عيسى من تلخيص مجمع الآداب ٤/ الترجمة ٢٢٧٦ (ط. دمشق)، قال: فخر الدين أبو علي عيسى بن أبي الفتح بن هندي الشيباني الإرْبليّ الأمير يُعرف بابن جِجْني، هو والد شيخنا بهاء الدين، وكان حاكمًا بإربل ونواحيها أيام الصاحب تاج الدين أبي المعالي محمد بن الصلايا الحسيني، وإليه رياسة البلد، وأصله من جبل الهكارية، وتوفي بإربل سنة أربع وستين وست مئة. وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٥/ ٧٥٣ ترجمة جيدة مستفادة من جزء ألفه في سيرته عز الدين حسن بن أحمد الإربلي ومن ابن الفوطي الذي قال فيه: "سكن بهاء الدين بغداد في سنة سبع وخمسين، وعَمَّرَ بها دارًا جميلة، وكان يتشيّع، سمعت عليه كتابه في "فضائل الأئمة"، وروى فيه عن الكمال ابن وَضّاح والشيخ عبد الصمد. وترجمه ابن شاكر في فوات الوفيات ٣/ ٥٧، والزركشي في عقود الجمان ٢١٩، وقال الأدفوي في البدر السافر ٢١: "وكان شيعيًّا إلا أنه متأدب مع علماء السنة ويوافقهم في عقائدهم وكان كريمًا متواضعًا، وله مجلس ببغداد يجلس فيه طرفي النهار ويجتمع عنده الفضلاء وتجري بينهم بحوث في أنواع من العلوم". وذكره صاحب الكتاب المسمى بالحوادث في وفيات سنة ٦٩٣ هـ (ص ٥١٩) وأخذ به بعضهم، ولم يصب، فإن تلميذه ابن الفوطي من أعرف الناس به وهو الذي ورّخه في الثالث من جمادى الآخرة سنة ٦٩٢ هـ، وكذا ذكر البرزالي هنا.
(٢) يعني الصاحب علاء الدين عطا ملك الجويني حاكم العراق بعد الغزو المغولي.
(٣) يريد بذلك ولاية سعد الدولة مسعود اليهودي الماشعيري الذي تولى الإشراف على العراق، وكان وزيرًا لأرغون، وقتل سنة ٦٩٠ هـ. تنظر التفاصيل في الكتاب المسمى بالحوادث ص ٥٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>