للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٦٥٢ - وفي يوم الثُّلاثاء المذكور تُوفِّي المُعَلِّم إبراهيمُ (١) بنُ غَنائم بن وافد المُهَنْدس، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسِيُون.

وكان رجُلًا مبارَكًا.

وهو والد المُحَدِّث العَدْل شَمْس الدِّين ابن المُهَنْدس (٢).

• - وفي يوم الخَميس الثّامن والعِشْرين من رَجَب دخل الشَّيْخ زَيْن الدِّين الفارِقيّ، والشَّيخ تَقِيّ الدِّين ابن تَيْميّة ومعهما جَمْع كبير من المُسلمين إلى نائبِ السَّلْطنة الأمير عزّ الدِّين الحَمَوي وكلّمَاهُ في أمر النَّصْراني الذي سَبّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بالسُّويداء، فأجابهما إلى إحضاره، وخَرَجَ النّاسُ فرأوا عَسّاف بن أحمد بن حِجّي، وهو الذي أجارَ النَّصْراني وحَمَاهُ وناضلَ عنه، فكلَّمُوه في أمرِه، وكان معه رجلٌ من العَرَب، فقال للناس: إنه خَيْرٌ منكم - يعني النَّصْراني - فضربُوه بالحِجارة، وهربَ عَسّاف من العَوام، فلما بلغَ ذلك نائب السَّلْطنة غَضِبَ وأمرَ بإحضار الشيخين، فأُحضِرا، فأخْرَقَ بهما وأمر بضَرْبِهما، فضُرِبا وحُبِسَا في المدرسةِ العَذْراوية، ثم ضُرِبَ جماعةٌ من العامة، واعتُقِلَ منهم ستة نَفَر، ثم تَتّبع والي البَلَد الناسَ وضَرَبَ جماعةً وعلَّق جماعةً، ثم سَعَى نائبُ السَّلْطنة في إثبات العداوة بين النَّصْراني وبين من شَهِدَ عليه ليخلِّصه بذلك. فلما بلغَ النَّصْراني ما جَرَى بسببه خافَ وأسلَم، ثم عقدَ نائبُ السَّلْطنة عنده مَجْلسًا، وأحضر القاضي الشّافعي وجماعةً من الشّافعية، واستفتاهُم في حَقْن دمِه بعد الإسلام، فقالوا: "مَذْهبُنا أنَّ الإسلام يحقن دَمَه".


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٢) هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن غنائم الصالحي الحنفي، ولد سنة ٦٦٥ هـ وتوفي سنة ٧٣٣ هـ، وترجمته في مقدمة تهذيب الكمال ١/ ٧٤ - ٧٥ وفيها مصادر ترجمته، فقد كتب نسخة من "تهذيب الكمال" تعد أفضل نسخة منتسخة عن نسخة المؤلف ومقابلة بدقة وإتقان عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>