للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النّاس بذلك، خُصوصًا أهل مَذْهبه، والوعيد بالعَزْل والحَبْس. وفيه أن يُنادَى بذلك في البلاد الشّامية.

وكانَ قد نُودِي قبل صلاة الجُمُعة بالجامع والأسواق. ووَصلَت الأخبار بكثرة المُتَعصّبين بالدِّيار المِصْرية على الشَّيخ تَقِيّ الدِّين، وأنّهُ حصلَ أذًى كثير للحنابلة.

وحُبِسَ تَقِيُّ الدِّين عبد الغني ابن الشَّيخ شَمْس الدِّين الحَنْبَليّ، وأُلزِموا جميعهم بالرُّجوع عن عَقِيدتهم في القُرآن والصِّفات، وأشارَ القُضاة على رَفِيقهم قاضي القُضاة شَرَف الدِّين الحَرّاني الحَنْبَليّ، بموافقة الجَماعة. وكانَ قليلَ العِلْم، فوافقَ وألزم جَماعة من أهل مَذْهبه بذلك، وأخذَ خطوطَهُم.

ووقعَ أمر لم يَجْر على الحنابلة مثله، وكانَ ذلكَ بقيام الأمير رُكْن الدِّين الجاشْنَكير في القضية بسَعْي القاضي المالكيّ والقَرَوي المالكي وجَماعة من الشّافعيّة (١).

٢٩٦٥ - وفي يوم الثُّلاثاء سادس رَمَضان تُوفِّي الشَّيخُ شَمْسُ الدِّين مُحمد (٢) ابن الشَّيخ الصّالح عماد الدِّين أحمد ابن الشَّيخ القُدْوة عماد الدِّين إبراهيم بن عبد الواحد بن عليّ بن سُرور المَقْدسيُّ الحَنْبَليُّ، بالبيمارستان الصَّغِير بدمشق، وصُلِّي عليه يوم الأربعاء بالجامع، وحُمِلَ إلى سَفْح قاسيون فدُفِنَ بالقُرب من سَلَفه.

وكانَ شَيْخًا كثيرَ الصَّلاة والقِراءة، عاشرَ الفُقراء أكثر عُمُره، وله سَلَفٌ صالحٌ. رَوَى الحَدِيثَ عن ابن مَسْلَمة، والمُرْسي، وخطيب مَرْدا، وغيرهم. وذكرَ لنا أنّ له رحلة إلى بَغْداد بعد الخَمْسين سَمِعَ فيها من جَماعةٍ.


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١١٣، وذيل العبر، ص ٣٠ - ٣١، والبداية والنهاية ١٦/ ٤٦.
(٢) ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي ٢/ ١٣٩، والدرر الكامنة ٥/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>