للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانت صالحةً، كثيرةَ الخَيْر، دائمةَ الطّاعة، وانتفعَ بها جَماعةٌ من النِّساء والبَنات كانت تُلقِّنهم القُرآن وتُعَلِّمهم أنواعًا من القُرَب، وتُجْهدُ نفسَها في كلِّ ما تقدر عليه ممّا يُقَرِّب إلى الله تعالى، مع الزُّهد الحَقِيقيّ باطنًا وظاهرًا. وكانت كِسْوتها عَباءة، وثَوْبًا، ومنْشفة، منها القناع، ومنها العُصابة.

٣١٨١ - وتُوفِّي الشَّيخُ الكبيرُ مُحمد (١) الحَيْدريُّ، شَيْخ الحَيْدرية، الساكن ظاهر البَلَد في طَرَف العُقَيْبة، قُبالة دار أسَنْدَمُر ليلة الأحد تاسع عَشَر جُمادى الأولى، ودُفِنَ من الغد بسَفْح جَبَل قاسيون.

وكانَ من أبناء السِّتين، ضَخْمًا، نبيلَ القطعة، مَشْرقيّ الحَدِيث، وله مُبلغ مُرَتّب على المَصَالح وعلى السُّلطان.

٣١٨٢ - وفي ليلة الاثنين التاسع عَشَر من جُمادى الأولى تُوفِّي القاضي الفقيه العالم فَخْرُ الدِّين أبو عَمْرو عُثمانُ (٢) بنُ أحمد بن عَمْرو بن أحمد بن هِرْماس بن نَجا بن مُشَرَّف بن مُحمد بن وَرَقة الزُّرَعيُّ، قاضي نابُلُس بها، ودُفِنَ من الغد بمقبَرة البيمارستان.

وكانَ مولدُه في جُمادى الآخرة سنة ثلاثين وست مئة بزُرَع.

ووَلِيَ القضاء بعدّة أماكن بالشّام. وكانَ حَسَنَ السِّيرة في القضاء، عَفِيفًا.

يقال: إنّه باعَ مِلْكًا بثلاثين ألف دِرْهم، ونَفَقَه في مدّة الولاية، وكانَ فقيهًا، كثيرَ الاستحضار، خُصوصًا مسائل المُحاكمات.

كتبنا عنه من شِعْره بنابُلُس.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.
(٢) ترجمته في: أعيان العصر ٣/ ٢١٣، وتوضيح المشتبه ٤/ ٢٨٨، والدرر الكامنة ٣/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>