للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

• - ووَصلَ إلى دمشقَ الأمير سَيْفُ الدِّين بكتَمُر أميرُ جَنْدار نائبُ السَّلْطنة بصَفَد في نِصْف شَعْبان، ثم إنَّ نائبَ السَّلْطنة قَلِقَ وفَكَّر في أمرِه ورَأى لنفسِه الانتِزاح عن البَلَد، وصَمَّم على ذلك. وتَوجَّه في ليلة الأحد سادس عَشَر شَعْبان هو وخواصّه على الهُجُن والخَيْل وسَلَكُوا طريقَ المِزّة إلى البِقاع، ومعه ابن صُبَيْح إلى شقيفِ أرْنون، وخَلا القَصْر بحيثُ أنّهُ بقي فيه شيء من الأثاث والآلات. فقيل: إنها نُهبت (١).

• - واضطربَ أمرُ نائبِ السَّلْطنة وأتباعِه، وقامَ الأميرُ رُكْنُ الدِّين بَيْبَرس العَلائِيُّ، والمُشِدّ سَيْف الدِّين أقْجَبا، والطشلاقي أمير عَلَم، وبالغوا في الإسراع بعَمَل أُبّهة السَّلْطنة، وهُيِّئت ذلك اليوم والذي يليه الكُوسات، وعُمِلَت العَصَائب والجَتْر في أعجل ما يُمكن، وسَهروا لذلك.

فلمّا كانَ يوم الأحد المَذْكور وَصلَ علاءُ الدِّين أيدُغْدِي الجَمَاليُّ بأمان السُّلطان لأستاذِه فلم يجده فتوجه خلفَهُ ليُخْبره.

وخَرجَ الأمراءُ لتلقّي السُّلْطان، ودُعِيَ له على المَنابر بالجامع ليلة الاثنين سابع عَشَر شَعْبان، وضَجَّ النّاسُ بالدُّعاء له والسُّرور لذكرِهِ. ونودِي في أول ليلة الثُّلاثاء ثامن عَشَره في البَلَد عن أمره بفتح الدَّكاكين والشُّروع في الزِّينة، وكذلك دُقّت البشائرُ في القَلْعة، واستمرّ ذلك عَشَرة أيام، وخرج النّاسُ في هذه الليلة، وباتَ كثير منهم ظاهر البَلَد لأجل رؤية السُّلطان، واستؤجرت الأسطُحة والأماكن بأغلى الأجور، وأصبحَ يوم الثُّلاثاء المَذْكور فخرجَ خلقٌ كثيرٌ وامتلأت الطُّرق والأماكنُ، وخرجَ القُضاة والأكابر، وكان وصولُ السُّلطان وسطَ النَّهار قبلَ الظُّهر، وفرحَ النّاسُ برؤيتِه، وأكثَرُوا من الدُّعاء له، وظهرَ عليهم من السُّرور بمَقْدمه أمرٌ كبير.


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٥٤، والبداية والنهاية ١٦/ ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>