للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فلمّا وصلَ إلى باب القَلْعة وُضِعَ الجَسْرُ لأجلِه وفُتِحَ البابُ، وخرجَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين السَّنْجريُّ متولِّي القَلْعة وقبَّل الأرضَ بين يديه، فأشارَ إليه أنّي الآن لا أنزل هُنا وسارَ بفرسه إلى جهة القَصْر فنزلَ فيه (١).

• - وكانَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين بهادُر الحاجّ هو الذي حَمَل الجِتْر على رأسِه في هذا اليوم، وكانَ على السُّلطان عمامةٌ بيضاء، وكَلَوْتَة حَمْراء، وقِباء من عباءة أبيض وأسود أقلامي، تحته فَرو سِنْجاب، ومن تحت ذلك قُباءٌ أبيض. وكان على حامل الجِتْر خِلْعة عظيمة مُذَهَّبة بفَرو قاقن. واستمرَّ السُّلْطان بالقَصْر، والأمراء في خِدْمته، وخُطِبَ له يوم الجُمُعة بجامع دمشق (٢).

• - وفي بُكْرة السَّبْت الثاني والعِشْرين من الشَّهْر وَصلَ الأميرُ جمالُ الدِّين آقوش الأفرم مُذْعِنًا بالطاعة، وقَبّل الأرضَ بين يدَي السُّلْطان، وتَرَجَّل له السُّلْطان وأكرمَهُ وأذِنَ له في مُباشرة نِيابة السَّلْطنة، وفَرِحَ النّاسُ بوصوله.

ثم وَصلَ الأميرُ سَيْفُ الدِّين قَبْجَق نائب حَمَاة. والأميرُ سَيْفُ الدِّين أسَنْدَمُر نائبُ طرابُلُس يوم الاثنين الرابع والعِشْرين من الشَّهْر. وخرجَ الأمراء لتلقِّيهما، ووصلا معًا، وتَلَقّاهما السُّلْطان كما تَلَقَّى الأفرم (٣).

• - وفي هذا اليوم كُتِبَ تَقْليدُ قاضي القُضاة تَقِيّ الدِّين الحَنْبليِّ، وأعيدَ إلى الحُكْم على عادتِه. وحُمِلَ التقليدُ إليه وقُرئ عَشِيّة النَّهار بالجامع المُظَفَّري، وحُمِلَت إليه الخِلْعة يوم الأربعاء السّادس والعِشْرين منه ولَبِسها وصَلَّى بها ظُهْر النَّهار بالجَبَل، ورَكِبَ ودَخلَ إلى القَصْر وسلَّم على السُّلْطان


(١) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٥٤، وذيل العبر، ص ٤٥، والبداية والنهاية ١٦/ ٧٢.
(٢) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ٧٢.
(٣) الخبر في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٥٤، والبداية والنهاية ١٦/ ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>