للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ رَجُلًا صالحًا، جاورَ مدّةً طويلة بالمدينة الشِّريفة، وعندهُ فَضْل وتواضع، وكانَ مَقْصودًا بالزِّيارة، معروفًا بالعِبادة والانقطاع. وكان مُبتلًى بالبواسير، وله نَظْمٌ وكلامٌ حَسَن.

زُرتُه غير مرّة في بيته برباط دكالة، وكتب إليّ بوفاته أبو مُحمد عبد الله ابن الغَرَابيليّ الواسطيُّ.

٣٥٧٩ - وفي ليلة السَّبْت وَقْت التَّسْبيح التاسع والعِشْرين من المُحَرَّم تُوفِّي ابني أبو الفَضْل مُحمد (١) بنُ القاسم بن مُحمد بن يوسُف بن مُحمد بن يوسف بن مُحمد البِرْزاليُّ، بمنزلنا بالقُرب من الظّاهرية بدمشق، وصُلِّي عليه ظُهْر السَّبْت بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقبُرة الباب الشَّرقي إلى جانب قبر والدي، وحضرَهُ جَمْعٌ كبيرٌ.

ومولدُه ليلة العِشْرين من المُحَرَّم سنة خَمْس وتسعين وست مئة. عاش ثماني عَشرة سنة وأيامًا، رحمَهُ الله تعالى.

خَتَمَ القُرآنَ العظيم في السنة الثامنة، وصَلَّى به التَّراويح سَنَتين، وجَوَّد قراءته، وقرأه بالروايات السَّبْع، وحَفِظَ "الشّاطبية"، و"الرّائية"، و"كتاب التَّنْبيه" في الفقه، و"الجُرجانية"، و"مُخْتَصر النّواوي" في عُلوم الحَديث. ولازمَ زكيّ الدِّين زَكْري مدّة سنين، وقرأ عليه في الفقه ولازمَ كمال الدِّين ابن قاضي شُهْبَة مدّة وقرأ عليه في النَّحو، وجَوَّد الخَطَّ مدّة على الشِّهاب غازي، ثم بعده على النَّجم الكاتب، وجاد خطُّه، ونَسَخَ "الشّاطبيّة" غير مرّة، وكذلك "الرّائية" و"فضائل الأعمال" للمَقْدسي وقطعةً من أول "تفسير البَغَوي"، إلى قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} [آل عمران: ٣٧]، و"علوم الحَديث"


(١) ترجمته في: المعجم المختص، ص ٢٥٣، والوافي بالوفيات ٤/ ٢٥٠، والدرر الكامنة ٥/ ٤٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>