للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

دَهْلي البلد المَشْهور بالهند في رجب سنة سبع وستين وست مئة. ودخلَ اليَمَن، وأكرمه الملك المُظفَّر، وأعطاهُ أربع مئة دينار، وحجّ، وأقامَ بمكةَ نحوًا من ثلاثة أشهر، ثم ركبَ البَحْر ودخلَ الدِّيار المِصْرية في سنة سبعين وست مئة وأقامَ بها أربع سنين، ثم سافرَ إلى الرُّوم على طريق أنطالية، وأقامَ بها إحدى عَشْرة سنة، منها خمسة بقُونية، وخمسة بسِيواس، وسنة بقَيْسارية، ودرَّس بقُونية، وسِيواس، واجتمعَ بالقاضي سراج الدِّين وأكرَمَهُ، وقال: لي في الرُّوم ثلاثين سنة ما رأيتُ مثله. وخرجَ من الرُّوم في سنة خمسٍ وثمانين وست مئة، وقَدِمَ دمشق وأقام بها واستوطنها، وعقد حلقة الأشْغال بالجامع المَعْمور، وقرأ عليه أعيانُ الطلبة وفُضَلاء المُشْتغلين.

وصَنّف في الأصول والكلام عدّة مصنَّفات: ودَرَّس بدمشق بالدَّوْلَعية والرَّواحية والأتابكية والظّاهرية، وكانَ مقصودًا بالاستفتاء، ويَكْتبُ كثيرًا في الفتاوى. وفيه عبادةٌ وديانةٌ ومودّةٌ وحُسْنُ تعهُّد لمعارفه وأصحابه وكان يُفطر عنده في شهر رمضان نحو عَشَرة من الفُقراء الضُّعفاء، ووقف كُتُبه وجعلَ مَقَرَّها بدار الحَديث الأشرفية، رحمه الله تعالى.

٣٧٩٧ - وفي صُبْح نهار الاثنين الحادي والعِشْرين من صَفَر تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ الفاضلُ مُفتي المُسلمين ذو الفَضائل شَمْسُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ (١) بنُ أبي القاسم بن جَمِيل الرَّبَعيُّ التونِسيُّ المالكيُّ، بالقاهرة بحارة البَرْقية، ودُفِنَ من يومه بالقَرَافة.

ومولدُه في سنة تسع وثلاثين وست مئة.


(١) ترجمته في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٣١، وذيل العبر، ص ٨٤، وأعيان العصر ٥/ ٧٠، والسلوك ٢/ ٥١١، والدرر الكامنة ٥/ ٤١٠، وطبقات المفسرين للداوودي ٢/ ٢٣٢، وشذرات الذهب ٨/ ٦٩. وذكره الذهبي فيمن توفي سنة ٧١٥ هـ، في ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>