للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٨٤٧ - وفي ليلة الخَمِيس رابع شَوّال تُوفِّيت المرأةُ الصّالحةُ الأصيلةُ الكبيرةُ أمُّ مُحمد ستُّ الوزراء (١) ابنةُ الشَّيخ العَدْل الصَّدْر الرَّئيس تاج الدِّين أبي المُفَضَّل يحيى بن مَجْد الدِّين أبي المَعالي مُحمد ابن شَمْس الدِّين أبي العبّاس أحمد ابن الشَّيخ المُسنِد الكبير أبي يَعْلى حَمْزة بن عليّ بن هبة الله، ابنُ الحُبُوبيّ، الثَّعْلبيِّ الشّافعيِّ، بدارها بدمشق، وصُلِّي عليها ظُهْر اليوم المَذْكور بجامع دمشق، ودُفِنَت بسَفْح جَبَل قاسيون بتُربة حَموها عليّ الصَّيْرفيّ بالقُرب من التُّربة الحِلّية.

وكانت امرأةً صالحةً مباركةً، حجَّت وأعتقت ولازمت الخَيْر وأهلَهُ، وغَلَبت عليها السَّوداء في آخر عُمُرها فتغيَّر ذِهْنها نحو سنة، وماتت على ذِكْرٍ وخَيْر وحُضور وتيقُّظ.

ومولدُها في الخامس والعِشْرين من شَوّال سنة تسع وثلاثين وست مئة بدمشق.

ولها إجازةٌ من الشَّيخ عَلَم الدِّين السَّخاويِّ، والحافظ ضياء الدِّين المَقْدسيِّ، وعزِّ الدِّين ابن عَساكر النَّسّابة، والضِّياء عَتِيق السَّلْمانيِّ، وتاج الدِّين القُرْطُبيِّ، وسالم بن عبد الرَّزاق خَطِيب عَقْرَبا، وأخيه الجمال يحيى، والعِزّ أحمد بن رِيش، والصَّفيّ عُمر ابن البراذعيّ، والرَّشِيد بن مَسْلَمة، والسَّديد بن عَلّان، وغيرهم.

وحدَّثَت قديمًا، قرأ عليها ابنُ خالها الإمام المُحدِّث شَمْس الدِّين ابن جَعْوان، وسَمِعَ منها الطلبة. وهي من بيت العَدالة والرِّواية.

وكانَ ولدُها من أعيان أهل دمشق ورؤسائهم، وَلِيَ نَظَر الحِسْبة بها، ووكالة بَيْت المال، وكان مَشْكورَ السِّيْرة، حَسَنَ الهيئة، مَهِيبًا، رحمهما الله تعالى.


(١) ترجمتها في: أعيان العصر ٢/ ٤٠١، والدرر الكامنة ٢/ ٢٦٣، وشذرات الذهب ٨/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>