للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المُقْرئُ المُجيدُ الزّاهدُ العابدُ بقيّةُ السَّلَفِ الصّالح تَقِيُّ الدِّين أبو بَكْر (١) بنُ مُحمد بن أبي بَكْر بن أبي الكَرَم المَوْصليُّ، ودُفِنَ آخر النَّهار المَذْكور بمقبَرة الباب الصَّغِير على باب تُرْبة فَخْر الدِّين العَزَازِيّ، رحمه الله تعالى.

وسألته عن مَولِده فذكرَ أنَّهُ في سنة ثلاثٍ وثلاثين وست مئة تَقْريبًا بالمَوْصل. وقال لي: دخلتُ دمشقَ في أول سنة ستّ وخَمْسين وست مئة، وعُمُري ثلاث وعِشْرين سنة.

وقرأ القراءات على الشَّيخ زَيْن الدِّين الزَّواوي، وكانَ شيخَ المُتَصَدِّرين للتَّلْقين بجامع دمشق، ويُقرئُ أيضًا بالرِّوايات. أقامَ يُقرئ نحو خَمْسينَ سنة، وكانَ صالحًا، مُباركًا، حَسَنَ الخُلُق، عندَهُ فضيلةٌ وله خُطَبٌ وتَصْدِيقات يَجْمعها للصِّبيان يوردونها عند خَتْمِهم، وخَتَمَ عليه خَلْقٌ كثيرٌ ممّن قرأ عليه وممّن قرأ على أصحابه وتلامذته، وعلى غيرهم، كانوا يَقْصدون الخَتْم عليه لكِبَره وصلاحِه. وكانَ شيخَ الميعاد المَنْسوب إلى ابن عامر في ليالي الأحد. وسَمِعَ الحَديث من ابن أبي اليُسْر، وأيوب الحَمّاميِّ، وأبي بكر الهَرَويِّ، وشيخِنا ابن عَلّان، وغيرِهم، وحَدَّث.

قرأتُ عليه "تاريخ داريّا" للخَوْلانيّ بقَرْية داريّا بسَماعه من أيّوب الحَمّاميّ، بسَماعه من الخُشُوعيِّ.

حضرَ جنازتَهُ جمعٌ كبيرٌ من الأعيانِ والعُلماءِ والصُّلَحاءِ وعامّة النّاس، رحمهُ اللهُ تعالى.

٣٩٤٦ - وفي بُكْرة الأحد الثاني والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ


(١) ترجمته في: معجم شيوخ الذهبي ٢/ ٤١٨، ومعرفة القراء الكبار ٢/ ٧٤٨، والبداية والنهاية ١٦/ ١٢١، والدرر الكامنة ١/ ٥٤٧، وذكره الذهبي فيمن توفي سنة ٧١٦ هـ، في ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>