للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ إمام الحَنَفية بجامع دمشق، ومُدَرِّسًا بالمَدْرسة المُعِينية، وشَيْخًا بالخانقاه الخاتونية ظاهر دمشق، وباشَرَ غير ذلك من الجِهات، وتَرَكَ الجهات المَذْكورة لولديه في حَياته، وكانَ باشرَ إمامةَ نائب السَّلْطنة الأميرِ جمالِ الدِّين الأفْرَم مدّةً، وتقدَّم عندَهُ، وكانَ يحبُّه ويُكْرمُه. وكانت فيه مُروءةٌ وافرةٌ وإعانةٌ للضَّعيف وقيامٌ في الحَقّ. وكانَ بَنَى على الشَّرَف زاويةً حَسَنةً فيها أماكن نَزِهة ومواضع طيِّبة، وكان النّاسُ يَقْصدونه ويقيمونَ عنده فيلقاهم بانشراحٍ وسَعةِ صَدْرٍ ومكارم أخلاق.

٣٩٦٨ - وفي ليلة الجُمُعة الثاني والعِشْرين من شَهْر ربيع الأول تُوفِّيت الشَّيخةُ الصّالحةُ المُباركةُ أمُّ مُحمد فاطمةُ (١) بنتُ عبدِ الرَّحمن بن عَمْرو بن مُوسى بن عَمِيرة، المَعْروف والدها بالفَرّاء وبالمنادِي أيضًا، الصّالحيةُ الحَنْبليةُ، وصُلِّي عليها عَقِيب الجُمُعة بالجامع المُظَفَّريّ، ودُفِنَت بتُربة الشَّيخ موفَّق الدِّين بن قُدامة. وقد جاوزت التسعين.

وكانَ مولدُها تقريبًا في سنة ستّ وعِشْرين وست مئة.

سَمِعت من ابن الزَّبِيديّ حُضُورًا ميعادين من "صحيح البُخاري"، وهما التاسع والعاشر من اثنين وعِشْرين مِيعادًا، وأولهما باب الرِّكاب والغَرْز للدّابة (٢)، وآخرهما باب نسبة أهل اليَمَن (٣)، ورَوَت ذلك غيرَ مرّة، ولا يُعْلَم لها رِواية غيره، ولم يُوجد اسمُها في الطبقة، وإنّما وجدناهُ في أوراق الأسْماء، وعلى اسمِها علامة سَمَاعها للمِيعادين المَذْكورين.

وكانت امرأةً صالحةً، خَيِّرةً، مُباركةً، وأُقعِدَت في آخر عُمُرها.


(١) ترجمتها في: معجم شيوخ الذهبي ٢/ ١٠٨، وذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٤٦، وذيل التقييد ٢/ ٣٨٦، والدرر الكامنة ٤/ ٢٦١.
(٢) صحيح البخاري ٤/ ٣٧ قبل حديث (٢٨٦٥).
(٣) هكذا في النسخة، والذي في البخاري: "نِسْبة اليمن" ٤/ ٢١٩ قبل حديث (٣٥٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>