للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شهاب الدِّين أحمد الكَحّال، وتَرتَّب في رياسة الطِّب بدمشق، عِوَضًا عن أمينِ الدِّين سُليمان الطَّبِيب، وذلك بمَرْسوم نائِب السَّلْطنة واختيارِه لذلك (١).

• - واجتمعَ في مارِدِين قُفْلٌ كبيرٌ تُجّار، وفيهم جَماعة من الجُفّال بسبب الغَلاء وخَرَجوا منها إلى رأس العَيْن قاصدين الشّام، فلمّا تكمَّلوا برأس العَيْن سافرُوا منها في اليوم الثامن من ذي القَعْدة، فلمّا جاوزوا رأس العَيْن بمرحلتين ووَصلُوا إلى المكان المَعْروف بخان التّاجر أدركهم جماعة من التَّتار نحو ستّين فارسًا من أصحاب أمير اسمه تُوماي مُقَدَّم ألف فارس من أُمراء سُوتاي النّائب بديار بَكْر وما جاورَها إلى حدود العِراق، فطَلَبُوا أعيانَ القُفْل وعَنَّتُوهم، وقالوا للتُّجار: أنتُم خَرَجْتُم وما أدَّيتم كل ما عليكم، وقالوا للجُفّال: أنتُم أخْرَبتُم البلادَ وهَرَبتم، ونحنُ معنا مَرْسوم بقتل كل من يَهْرب إلى الشّام. وقالوا للتجّار أيضًا: إنّما تَمَكَّنَ هؤلاء من النُّزوح إلى الشّام بسببكم، وقبضوا على عَشَرة منهم، وأبعدوا بهم عن القُفْل، وأظهروا أنَّهم يَسْتخرجون منهم ما تأخّر عليهم من حُقوق ومُداراة، فقتَلُوهم، ثم فَعَلُوا ذلك بجماعةٍ بعدَ جماعة، فأحسَّ القُفْل بالشَّرِّ، فأكثَرُوا الصّراخ والعَوِيل فمالَ التَّتارُ عليهم بالنشاب وأضعفُوهم وشَتَّتُوهم، ثم شَرَعُوا بعدَ ذلك يَسْتَخرجون أموالَهُم ويَقْتُلونهم حتى قَتَلُوا الجميعَ، وبقي من أولاد الجُفّال نحو سبعين صَبِيًّا، فقالوا: مَن يقتل هؤلاء منّا، فقال رجلٌ منهم: أنا أقتلهم بشرط أن تَجْعلوا لي زيادة في القِسْمة، فأعطوه عن قَتْل كُلِّ صبيٍّ دينارًا، فقتلَهُم بأسْرِهم، وهناك صَهاريج قديمة ليسَ فيها ماء، فجعلوا كلّما قَتَلُوا جماعة ألقوهم فيها حتى ملأوا خمسة صَهاريج، وبَلَغ القتلَى تسع مئة، منهم تُجّار ست مئة، ومن الجُفّال ثلاث مئة، منهم من وأس عَيْن مئة وخَمْسون، ومن مارِدِين مئة، ومن دُنَيْسر خَمْسون،


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٢٦، والدارس ٢/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>