للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفيهم من النِّساء ثمانون، ومن الصِّبيان سَبْعون، وهم الذين تقدَّم ذِكْر قتْلهم، ولم يَسْلم من الجميع سِوَى تُرْكماني خَرَجَ من بعض الصَّهاريج وبه رَمَق، وتوصَّل إلى جُمْلين، وعَرَفَ النّاسُ الخَبرَ منه، فوصلَ الخبرُ إلى رأس العَيْن في تاسع عَشَر ذي القَعْدة. ووَصلَ خَبَرُ هذا القُفْل إلى دمشق في أيام عيد الأضْحَى.

وبَلَغَنا بعد ذلك أنَّ سُوتاي مَسَكَ الحراميّة وحَبَسَهم ولم يَنْفَلت منهم سوى اثنين، وأنه جَمَعَ الأموال والتزمَ بإيصالها إلى مُسْتَحقِّيها، وأنَّه حَضَرَ جماعةٌ وأخذوا ما عَرَفوه من أموال أقاربهم، ولَحِقهم في ذلك غَرامة ما بين النِّصف إلى الثُّلثُ، وتألَّم النّاسُ لهذه الواقعة كثيرًا، وضاقَت الصُّدُور، فلا حولَ ولا قوّةَ إلّا بالله (١).

ضَبَطها لنا وفَحَصَ عن أمرها، وسألَ عنها التُّجّار والمُسافرين حتى تحرَّرت: عزُّ الدِّين حَسَن الإرْبِليُّ الصّوفيُّ الطَّبيبُ.

٤٠١٨ - وفي ليلة السَّبْت ثالث ذي القَعْدة تُوفِّي الأميرُ عمادُ الدِّين إسماعيلُ (٢) بنُ مَسْعود بن مُحمد بن أحْمَديل المَقْدسيُّ الجُولانيُّ (٣)، بمنزله بقَلْعة بَعْلَبك، ودُفِنَ يوم السَّبْت المَذْكور جوار تُربة الشَّيخ عبد الله اليُونيني.

ومولدُه سنة ثمانٍ وثلاثين وست مئة، أو تِسْع وثلاثين، نيَّف على ثمانيةٍ وسبعين سنة من العُمُر.

وهو أسنُّ من الشَّيخ قُطْبِ الدِّين بن اليُونيني بقَرِيب سنة. وكانَ طال مَرَضُه نحو سَنَتَيْن. سَمِعَ الجزء الثالث من "حديث عليّ بن حُجْر" على الشَّيخ شَمْس الدِّين مُحمد بن سَعْد المَقْدسيّ في جُمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وست مئة. وحَدَّث، وكان متولِّيًا قَلْعة بَعْلَبك، وقَبْلَ ذلك كان يَنُوب ببَعْلَبك


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٢٦.
(٢) ترجمته في: توضيح المشتبه ٣/ ٤٧٦.
(٣) بضم الجيم، قيده العلامة ابن ناصر الدين، وهو مستفاد مع الجَوْلاني بفتح الجيم والخولاني بالخاء المعجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>