للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثمانية أيام، واحتَوَى المَذْكور على عُقُول جماعة من مُقَدَّمِي النَّصَيريّة، وعيّن لكلّ إنسان منهم تَقْدمة ألف، ونيابة قَلْعة من قِلاع المُسلمين من المملكة الإسلامية، وفَرَّق عليهم إقطاعات الأُمراء والحَلقة.

وافترقَت الطائفة المَذْكورة ثلاثَ فِرَق على مدينة جَبَلة.

فِرْقةٌ ظَهَرت قِبْليّ البَلَد بشَرْق، فخرجَ عليهم عَسْكر المُسلمين فكَسَرهم وقتلَ منهم جماعةٌ عِدّتهم مئة وأربعة وعِشْرون نَفَرًا، وقُتِلَ من المُسلمين نَفَرٌ يسير، وهُزِمَت الفرقة المَذْكورة، وجُرِحَ من المُسلمين جمال الدِّين مُقدَّم العَسْكر بجَبَلة.

وفرقةٌ ثانية ظَهَرت قِبْليّ جَبَلة بغرب على جانب البَحْر.

وفرقةٌ ثالثة ظَهَرت شَرْقيّ جَبَلة بشمال، وكَثروا على المُسلمين وكَسَرُوهم، وهَجَموا جَبَلة، ونَهَبُوا الأموالَ، وسَبَوا الأولادَ، وهتكوا الحَرِيم، وقتلوا جماعةً بجَبَلة من المُسلمين، ورَفَعُوا أصواتَهم بقول: لا إله إلّا عليّ، ولا حِجَاب إلّا مُحمد، ولا باب إلّا سَلْمان، وبسبّ أبي بَكْر وعُمر رضي الله عنهما.

وبَقِيَ الشُّيوخ والصِّبْيان والنِّساء من المُسلمين يضجّون: واإسلاماه، واسلطاناه، واأمراءاه، ولم يَكُن لهم مُنْجِدٌ في تلك الحالة إلّا الله تعالى، وجَعَلُوا يتضرَّعون ويَبْتَهلون. وجَرَى في هذا اليوم أمر عظيم.

ثم إنَ الشَّخصَ المَذْكور جمعَ الأموالَ المأخوذة وقَسَمها على مُقَدَّميهم بقريةٍ يقال لها بسُيْسِيل، وقال إنه لم يَبْق للمُسلمين ذِكْر ولا خَبَر ولا دَوْلة، ولو كنتُ في عَشَرة أنفس بقَضِيب واحد بلا سَيْف ولا رُمْح انتصرتُ على المُسلمين وقتلتهم. وأظهرَ دينَ النُّصَيريّة، ونادَى في البلاد: إنَّ المُقاسمة عليهم بالعُشْر لا غير، وأمرَ أصحابَهُ بخراب المَساجد وجعلها خَمّارات، ومَسَكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>