للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي شَهْر شَعْبان كَمُل عِمَارة الجامع الذي أمرَ نائبُ السَّلْطنة بالشّام المَحْروس سَيْفُ الدِّين تَنْكَز ببنائِه، وهو ظاهر دمشق خاوج باب النَّصْر في طريق القُصَيْر ومقابر الصُّوفية بالقُرْب من حكر السُّمّاق، وأُنفِق فيه أموالٌ كثيرةٌ، وأُقِيمت به الجُمُعة يوم العاشِر من شَعْبان، وخَطَبَ به الشَّيخُ الإمامُ العلّامةُ المُفْتِي نَجْمُ الدِّين عليّ بن داود بن يحيى الحَنَفيُّ، المَعْروف بالقَحْفازِيِّ. وهو من أعيان الفُضَلاء أصحاب الفُنون المتعدِّدة. وحَضَرَ الواقفُ مَلِكُ الأمراء سَيْف الدِّين المَذْكور، وقُضاة القُضاة بالشّام الأربعة وخَلْقٌ من العُلماء والأُمَراء، وقرأ القُرّاء أصحاب الصَّوْت، وأنشدَ المُنْشِدُون، وتَوفَّرت الأدعيةُ للواقف، تَقبَّل اللهُ منه (١).

• - وفي هذا الشَّهْر أيضًا كَمُلت عِمارة الجامع الذي أذِنَ القاضي كريمُ الدِّين وكيلُ السُّلْطان - أعزّ الله نَصْرهُ - في بنائه من ماله بالقُبَيْبات في آخر مَيْدان الحَصَا قِبْليّ دمشق، وأُقِيمَت فيه الجُمُعة في سابع عَشَر شَعْبان، وخَطَبَ فيه الشَّيخُ الإمامُ العالمُ العاملُ الزّاهدُ العابدُ الوَرعُ بقيّةُ السَّلفِ شَمْسُ الدِّين مُحمدُ ابنُ الشَّيخ السَّيِّد الزّاهد عبد الأحد بن يوسُف ابن الرَّزيز الحَرّانيُّ، ثم الآمِديُّ، الحَنْبليُّ، وأحْسَنَ في أداءِ الخُطْبة والتِّلاوة، وحَضرَ جماعةٌ من القُضاة والعُلماء وأرباب الدَّولة، وقصدَ النّاسُ الصَّلاةَ في هذا الجامع والائتمام بالخَطِيب المَذْكور لصلاحِه وعِفّتِه وحُضُورِه وحُسْن تَلَفُّظه وتِلاوته (٢).

٤٠٧٠ - وفي الرّابع عَشَر من شَعْبان تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ عزُّ الدِّين طقْطَيه (٣) بن عبد الله النّاصري الجَمَدار، ودُفِنَ بالقُبَيْبات برأسِ مَيْدان الحَصَا.


(١) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٣٤.
(٢) الخبر في: البداية والنهاية ١٦/ ١٣٤.
(٣) ترجمته في: أعيان العصر ٢/ ٦١٣، والسلوك ٣/ ١١، والدرر الكامنة ٢/ ٣٩٠، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٤٢. وجاء في جميع المصادر "طقطاي".

<<  <  ج: ص:  >  >>