للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الصّالحية والتُّربة الأشْرَفية، وغيرهما. ووَلِيَ حَلْقة النَّحو بالمَدْرسة النّاصرية، ودَرَّس بمدرسةٍ صَغيرةٍ تُعْرف بالأصبهانية، وصارَ شيْخ البلد في عِلْم القِراءات والعَرَبية مع المُشاركة في الفقهِ والأصول وغير ذلك.

وكانَ مُنْقَطعًا عن النّاس يحبُّ الخَلْوة والانفِرادَ، وعندَهُ ديانةٌ وصَلاحٌ، وله طريقةٌ جميلةٌ، وفيه مودّةٌ ولُطْفٌ. وسَمِعَ من شَيْخِنا ابن البُخاري "مشيخَتَهُ" تَخْريج ابن الظّاهريّ، وانتقَى له منها جُزءًا شَمْسُ الدِّين الذَّهبيّ وحَدَّث به، وسَمِعَ بقراءتي "صحيح مُسلم" على الشَّيخ شَرَف الدِّين الفَزَاري، وسمِعَ من غيرهما، رحمهُ اللهُ تعالى.

٤١٠٦ - وفي يوم الجُمُعة رابع ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الفاضلُ علاءُ الدِّين عليُّ (١) بنُ حُسام الدِّين بَيَات بن مُخْتار البَغْداديُّ، المَعْروف بالخَطائِيِّ، بمدينة حَمَاة.

وكانَ رَجُلًا فاضِلًا في أكثر العُلُوم العَقْلية خاصّة، وكانَ طَبِيبًا فاضِلًا، لكنّهُ كانَ تَركَ الطِّبَّ وغيرَهُ بسبب ضَعْف كانَ قد حَصَلَ في عَيْنَيه.

وَردَ إلى دمشقَ في شُهُور سنة ستٍّ وسَبْع مئة فأقامَ بها مدّةً بالمَدْرسة القَيْمُرية، ونَزَّلَهُ الشَّيخُ صَدْرُ الدِّين ابنُ الوَكِيل بدار الحَديثِ الأشْرَفية، وكانَ يَحضرُ معنا ويلازمُ الوَظِيفة، ثم سافَرَ إلى حَمَاة فقرأ عليه مَلِكُها الملكُ عِمادُ الدِّين كتاب "التَّذْكرة" في الهيئة، تَصْنِيف النَّصِير الطُّوسيّ، وقَرَّرَ له جِرايةً وجامكيّة في الشَّهْر مئة وثلاثين دِرْهمًا، بَقِيَ هكذا سنتين، ثم وَردَ إلى دمشق، ثم سافَرَ منها إلى بغداد، ثم رجعَ إلى حَمَاة فتُوفِّي بها في التّاريخ المَذْكور، وخَلَّف مالًا وأثاثًا وحِمْلًا من الكُتُب أُخِذَ لبيتِ المال.


(١) لم نقف على ترجمة له في غير هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>