للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأقامَ بها مدّةً، ثم إلى هُرْمُز وكيْش، ودخلَ البَصْرةَ وأقامَ بها مدّةً، ثم دخلَ بغدادَ وتفقّه بها، ثم عادَ إلى البَصْرة، ثم توجَّه منها مع العَرَب في البَرِّية فوصلَ حَمَاة، ودخلَ دمشقَ في سنة ثمانٍ وثمانين وست مئة سنة طرابُلُس، وأقامَ بالمَدْرسة الباذرائية مدّةً طويلةً فقيهًا، ثم صارَ مُعيدًا بها بعد بَدْر الدِّين البابيّ، وكانَ حَرِيصًا على الإقْراء والإفادة مُلازمًا لذلك، وكانت وفاتُه ببيت الإعادة بالمَدْرسة المَذْكورة.

٤١٠٥ - وفي يوم السَّبْت السّادس والعِشْرين من ذي القَعْدة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الفاضِلُ الفقيهُ المُقْرئُ النَّحويُّ الأُصوليُّ مَجْدُ الدِّين أبو بكر (١) بنُ مُحمد بن قاسم التُّونِسيُّ الشّافعيُّ، بدارِه، بحِكْر الجَلال في طرف العُقَيْبة، وصُلِّي عليه ظُهْر الأحد بجامع العُقَيْبة، ودُفِنَ بمقبَرة باب الفَرَاديس عند والدِه.

ومولدُه تقريبًا في سنة ستِّ وخَمْسين وست مئة بتُونس.

وسافَرَ إلى الدِّيار المِصْرية، وأقامَ بالقاهرةِ مدّةً، واشتَغَلَ بها بالنَّحْو والقِراءات على الشَّيخ حَسَن الرّاشديّ، وحَضَرَ عند الشَّيخ بهاءِ الدِّين ابن النَّحّاس الحَلَبِيِّ النَّحويِّ، ودخلَ دمشقَ في ولاية قاضي القُضاة عزِّ الدِّين النوبة الثانية، وحضرَ عند الشَّيخ زَيْن الدِّين الزَّواويِّ، ورُتِّب صُوفيًّا بالخانكاه الشِّهابية، وجَلَسَ للإقراء بالجامع، ثم سكنَ العُقَيْبة ونابَ في الإمامة بجامعها، ثم اشتُهِرَ أمرُه وكثُرت فَضَائلُهُ، وحَضرَ الدُّروس، ووَلِيَ مشيخةَ الإقراء بالتُّربة


(١) ترجمته في: ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٦٥، وذيل العبر، ص ٩٩، ومعرفة القراء الكبار ٢/ ٧٤١ ومعجم شيوخ ٢/ ٤١٧، وأعيان العصر ٢/ ٣٢، والوافي بالوفيات ٤/ ٣٥١، وغاية النهاية ١/ ١٨٣، وتوضيح المشتبه ٩/ ٢٦٥، والسلوك ٣/ ١٠، والدرر الكامنة ١/ ٥٥١، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٤٣، وبغية الوعاة ١/ ٤٧١، والدارس ١/ ٢٤٤، وشذرات الذهب ٨/ ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>