للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وبَلَغت من العُمُر ثمانيًا (١) وستِّين سنة تقريبًا، لم تَصِلْ إلى السَّبْعين.

• - وفي جُمادى الأولى، وقيل: في ربيع الآخر، جَرَت غَزْوةٌ عظيمةٌ بالمَغْرب بين صاحِب غَرْناطة مَلِك المُسلمين وبين الإفْرَنج بالقُرب من غُرْناطة، بعد أن بَذَل المُسلمون للفِرَنج أموالًا مُعَجَّلةً ومؤجَّلة، فلم يَقْبلوا ذلك، فالتجأ المُسلمون إلى الله تعالى، ودبَّروا تَدْبيرًا حَسَنًا، والتقوا معهم، فكَسَرَهُم الله تعالى مع كَثْرتهم وقِلّة المُسلمين. وذُكِرَ أنَّ عِدّة رؤوس الإفرنج بَلَغت ثمانين ألفًا، وأُسِرَ أكثر من تِسْعة آلاف، واستُشْهِدَ من المسلمين سَبْعةَ عَشَر أميرًا، وحَصَلَ للمُسلمين غنائمَ كثيرة من الذَّهبِ والفِضّةِ والذَّخائِر والعُدَدِ والخَيْل والسِّلاح، وقُسِمَ ذلك على المُسلمين (٢).

• - وبعدَ ذلك بشُهور جَرَت حَرْبٌ شديدة بالمَغْرب أيضًا بين صاحب سَبْتة والإفرنج، وانتصرَ المُسلمون وقُتِلَ الإفرنج وأُخِذَت مَرَاكبهم، وكانت أربعة عَشَر مَرْكبًا فيها شيء كثيرٌ من السِّلاح والعُدَد.

وكانَ بين واقعة غَرْناطة وواقعة سَبْتة نحو تسعة أشهر، وسيأتي ذِكْر ذلك في جُمادى الآخِرة سنة عِشْرين وسَبْع مئة عندَ وصوله إلى دمشقَ واشتهارِ الخَبَر بذلك.

٤١٤٣ - وفي يوم الجُمُعة الرّابع والعِشْرين من جُمادى الأولى تُوفِّي الصَّدْرُ مُحيي الدِّين مُحمدُ (٣) بنُ مُفَضَّل بن فَضْل الله المِصْريُّ الكاتبُ، ودُفِنَ آخر النَّهار بتُربةِ ابن هلال قُبالة زاوية ابن قِوام بسَفْح قاسيون.

وبَلَغ من العُمُر ستًّا وأربعين سنة.


(١) في الأصل: "ثمانية".
(٢) الخبر في: المختصر في أخبار البشر ٤/ ٨٥، ونهاية الأرب ٣٢/ ٣٠٩ - ٣١٨، وذيل العبر، ص ١٠٤ - ١٠٥، والسلوك ٣/ ١٩، وشذرات الذهب ٨/ ٨٣.
(٣) ترجمته في: أعيان العصر ٥/ ٢٦٨، والبداية والنهاية ١٦/ ١٤٤، والدرر الكامنة ٦/ ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>