للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ مَشْكور السِّيرةِ، فيه ديانةٌ ومحبّةٌ للصّالحين، وحَجَّ، وكانَ صاحب ديوان نائبِ السَّلْطنة بدمشق ومُستوفِي الأوقاف المَبْرُورة، وله جامكية في ديوان الإنشاء.

٤١٤٤ - وفي يوم الأربعاء التاسع والعِشْرين من جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصّالحُ المُقْرئُ الفاضلُ زَيْنُ الدِّين أبو مُحمد عبدُ الرَّحيم (١) بنُ عليّ بن عبد الرَّحيم البَغْداديُّ الدّارقَزِّيُّ، فُجاءةً، ودُفِنَ من يومه بسَفْح قاسيون.

ومولدُه سنة إحدى وأربعين وست مئة تقريبًا بدارِ القَزِّ ببغدادَ.

ودَخلَ دمشقَ في سنة خمس وخَمْسين وست مئة، وتَوَجَّه إلى القاهرة، وصَحِبَ الشَّيخَ شَمْسَ الدِّين ابن العِماد الحَنْبليّ وسَمِعَ منه، ولَبِسَ منه خِرْقة التَّصوّف وسَمِعَ من الحافظ رَشِيد الدِّين العَطّار القُرَشيّ، وكمال الدِّين الضَّرير المُقْرئ، وعبد الرَّحمن بن يوسف المَنْبِجِيِّ، وعبد الله بن عَلّاق، والنَّجيب عبدِ اللَّطيف الحَرّانيِّ، وجماعةٍ، ولازمَ سماعَ الحَديث مدّةَ سنين، ثم انتقلَ إلى دمشقَ وسَمِعَ من الشَّيخ شَمْس الدِّين ابن أبي عُمَر، وابن عَلّان، وابن البُخاريّ، وجماعة، ولازمَ السَّماع مع الشَّيخ عليّ المَوْصليِّ، وغيرِه من الطَّلَبة.

وكانَ شَيْخًا صالحًا، حَسَنَ البِشْر، مليحَ الوَجْه، ونَسَخَ بخطِّه كثيرًا. وكانَ يكتُبُ المصاحِفَ على الرَّسْم، ويُفْرد رواية كل إمام من السَّبْعة في مُصْحَف، ويَعْمَل البَناكِيم والسّاعات في غايةِ الجَوْدة والصِّحّة، يقصدُه النّاس لذلك ويَرْغَبون في عَمَلِه دونَ غيرِه.

٤١٤٥ - وفي يوم الخَمِيس سَلْخ جُمادى الأولى تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ


(١) ترجمته في: المعجم المختص، ص ١٤٣، ومعجم شيوخ الذهبي ١/ ٣٩٠، والدرر الكامنة ٣/ ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>