للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ خَطيبًا بمَلَطْية مدّةً طويلةً، ثم جُمِعَ له بين الخَطابة والقَضاء بها مدّةً أُخرى. ولما انتقلَ إلى دمشقَ وَلِيَ تَدْريس الخاتونية التي ظاهر دمشق، واستمرَّ بها إلى أن ماتَ. وحَجَّ من دمشق، وكانَ قاضي الرَّكْب. وكانت فضيلتُهُ في شيءٍ من الأدَب، وله شِعرٌ، وعندَهُ مُشاركةٌ، ووَلِيَ مكانَهُ في تَدْريس المَدْرسةِ الخاتونية التي ظاهر دمشق الشَّيخُ بَدْرُ الدِّين ابنُ المَوْلى جمالِ الدِّين ابن الشَّيخ بَدْرِ الدِّين ابن الفُوَيْرِه السُّلَمِيُّ الحَنَفيُّ، ودَرَّس بها في الشَّهْر المَذْكور، وعُمُره خَمْس (١) وعِشْرون سنة. وكانَ أفتَى قبل ذلك.

٤١٥٠ - وفي يوم السَّبْت سادس عَشَر جُمادى الآخِرة تُوفِّي القاضي الإمامُ العالمُ الصَّدْرُ الكبيرُ الكاملُ بَدْرُ الدِّين أبو عبد الله مُحمدُ (٢) بنُ مَنْصور بن إبراهيمَ بن مَنْصور، ابنُ الجَوْهريِّ، الحَلَبيُّ، ثم المِصريُّ، بالمَدْرسةِ العادليةِ الكبيرة بدمشق، وصُلِّي عليه ظُهْر السَّبْت بجامع دمشق، ودُفِنَ بسَفْح جَبَل قاسيون بتُربة ابن هِلال قُبالة زاوية ابن قوام.

ومولدُه بحَلَب في ثالث عَشَر صَفَر سنة اثنتين وخَمْسين وست مئة.

سَمِعَ الحَديثَ بحَلَب من إبراهيم بن خليل، وسَمِعَ بالدِّيار المِصْرية من الشَّيخ كمال الدِّين الضَّرير المُقْرئ، وإسماعيلَ بنِ عَزُّون، وأحمدَ ابن القاضي زَيْن الدِّين، وابنِ عَلّاق، والنَّجِيب عبد اللَّطيف الحَرّانيِّ، وغيرِهم. ولازمَ السَّماع مدّةً مع الشَّيخ جمال الدِّين ابن الظّاهري، وقَدِمَ إلى دمشق في سنةِ


(١) في الأصل: "خمسة".
(٢) ترجمته في: ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٧١، وذيل العبر، ص ١٠٧، ومعجم شيوخ الذهبي ٢/ ٢٩٠، وأعيان العصر ٥/ ٢٨٢، والوافي بالوفيات ٥/ ٧٦، وغاية النهاية ٢/ ٢٦٦، والسلوك ٣/ ٢٠، والدرر الكامنة ١٦/ ١٩، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٤٦، وحسن المحاضرة ١/ ٣٩١، وشذرات الذهب ٨/ ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>