للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثلاث وثمانين وست مئة صُحْبةَ الشَّيخ جمال الدِّين المَذْكور، وسَمِعَ معه جُملةً من حديث ابن طَبَرْزَد، وعلى جماعةٍ من الشُّيوخ.

وكانَ له أثبات وإجازات، وقَرأ القِراءات، وتَفَقّه وشاركَ في الفَضائل، وكانَ له مَعْروف وبِرّ ومالٌ يَصْرفه في مَصَارف الخَيْر، وله مَقَاصد حَسَنة، وكانَ مُتَّبعًا للكتاب والسُّنة، وافرَ الدِّيانة، شديدَ التَّحَري في أموره، عليه وقارٌ وجلالة، وكانَ مُعَظَّمًا في الدَّولة المَنْصورية، مُكَرَّمًا مُحْتَرمًا، مَشْهورًا بالرِّياسة والدِّيانة، ولم يُباشر شيئًا من المَنَاصب، وعُرِضَت عليه الوِزارة في دَوْلة المَلِك العادل كَتْبُغا فامتنعَ من ذلك، وصَنَّفَ في ذلك جُزءًا فيه: إنَّ الوزارة مُتضمّنة للمَكُوس، وإنما يَقْدم عليها من لا يُفَكِّر في يوم الحِساب، ولا يَخافُ عاقبة الدّارين، وذكرَ أنَّ فيها خَطَرًا من سَبْعة وُجوه.

وكانَ، رحمهُ الله، يحبّ الكُتُبَ النَّفِيسةَ، وجَمَعَ منها جملةً كبيرةً، واجتمعَ عليه في أواخِر عُمُره مبلغ كبير من الدِّين، وانقطعَ عن التَّرْداد إلى الدَّولة، وماتَ غريبًا خامِلًا، وحجَّ في عُمُرِه مرّات، وحَضَرَ عدّة غَزَوات، وأنفقَ في سبيلِ الله، ورَوَى الأحاديثَ النَّبويةَ، وكانَ يُحبُّ الصّالحينَ والعُلماء، وكانَ سريعَ الدَّمْعة، غزيرَ البُكاء، رحمهُ اللهُ تعالى.

٤١٥١ - وفي ليلة الثُّلاثاء الثاني عَشَر من جُمادى الآخِرة تُوفِّي الشَّيخُ الصِّالحُ العابدُ بَقِيّةُ السَّلَف أبو قَيْس يوسُفُ (١) بنُ قَيْس بن أبي بَكْر ابن الشَّيخ القُدْوة حَياة بن قَيْس بن سُلْطان بن رَحّال الحَرّانيُّ، بسَفْح قاسيون، ودُفِنَ من الغد بعد صلاة الظُّهْر بزاويته عند أخيه عُمَر بن قيس.

ومولدُه في سنة ثلاث وثلاثين وست مئة بحران.


(١) ترجمته في: معجم شيوخ الذَّهبي ٢/ ٣٩٠، والدرر الكامنة ٦/ ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>