للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ شيْخًا صالحًا مُنْقَطعًا عن النّاس، مُعَظَّمًا عند أهل بَلَدِه، انتهت إليه المَشْيخة، وعُمِّر وضَعُفَ وانحنَى، وكانَ يُقْصَد بالزِّيارة، ويُطْلَب منه الدُّعاء، ويقبِّل النّاسُ يدَهُ ويَتَبرَّكُون به. وسَمِعَ من إبراهيم بن خليل بحَلَب، فإفادة ابن الظّاهري في صَفَر سنة سَبْع وخَمْسين وست مئة، وحَدَّث.

٤١٥٢ - وفي ليلة الخَمِيس الحادي والعِشْرين من جُمادى الآخِرة تُوفِّي الأميرُ الكبيرُ جَمالُ الدِّين آقُش (١) بنُ عبد الله الرَّحَبِيُّ المَنْصوريُّ، ودُفِنَ بُكْرة الخَمِيس بمقابر الصُّوفية.

وكانَ عُمُره خَمْسًا وخَمْسين سنة تقريبًا.

وهو من قريةٍ من قرى إرْبِل أهلُها نَصَارى فغارت عليهم العَرَب فسُبِيَ وبيعَ من نائب الرَّحْبة، فأقامَ بها مدّةً، ثم انتقلَ إلى السُّلْطان المَلِك المَنْصور وهو من عُتَقائه، ووَلِيَ ولايةَ دمشق أكثر من إحدى عَشْرة سنة، ثم نُقِلَ منها إلى شَدِّ الدَّواوين فباشره أربعة أشْهُر وعَشَرة أيام وماتَ.

وكانَ مَشْكور السِّيرة، قريبًا إلى النّاس، فيه تواضعٌ وحُسْن خُلُق. وكانَ النّاس يُحِبّونه ولا يختارون غيرَهُ في الولاية.

٤١٥٣ - وفي يوم الأربعاء العِشْرين من جُمادى الآخِرة تُوفِّي الشَّيخُ الإمامُ العالمُ الخَطيبُ مَجْموع الفَضَائل صَلاح الدِّين أبو المَحَاسن يوسُفُ (٢) ابنُ عزِّ الدِّين مُحمد ابن الشَّيخ الإمام الخَطِيب الزّاهد بَدْر الدِّين أبي مُحمد عبد اللَّطيف بن مُحمد بن مُحمد بن أبي الفَرَج نَصْر الله الحَمَويُّ الشّافعيُّ، المَعْروفُ بابن المُغَيْزِل، بحَمَاة، ودُفِنَ بمقبَرتهم بعَقَبة نَقِيرين قِبْليّ البَلَد.


(١) ترجمته في: أعيان العصر ١/ ٥٧٦، والبداية والنهاية ١٦/ ١٤٤، والدرر الكامنة ١/ ٤٧٦.
(٢) ترجمته في: ذيل سير أعلام النبلاء، ص ١٦٧، وأعيان العصر ٥/ ٦٦٠، والوافي بالوفيات ٢٩/ ٣٣٩، والبداية والنهاية ١٦/ ١٤٥، والدرر الكامنة ٦/ ٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>