للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

دمشق، عَتِيق الشَّيخ قُطْب الدِّين اليُونِيني، وصُلِّي عليه ظُهْر اليوم المَذْكور بجامع دمشق، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية، وعُمِلَ عَزاؤه بُكْرة الثُّلاثاء على باب مئذنة العَرُوس.

وكانَ رَجُلًا جيِّدًا، مُواظبًا على التِّلاوة وقيامِ اللَّيل، وكانَ ضوفيًّا بالخانكاه الأسَدِيّة، وسمِعَ من ابن أبي اليُسْر، وابن عَبْد، وغيرهما، وحَدَّث.

وذكرَ لي أنَّ مولدَهُ في سنة أربعين وستمائة تَقْريبًا، وأنّه أُبيعَ بحَلَب لقاضي القُضاة كمال الدِّين ابن الأستاذ، وعُمُره أربع سَنِين، ولم يَعْرف من أيّ بَلَد هو، وأقامَ عندَهُ مدّة، ثم إنَّهُ مَرّ معه ببعلبك فأطلَقَهُ لقُطْب الدِّين ابن الشَّيخ الفقيه مُحمد اليُونينيّ، وهو دُون البُلُوغ، فأقامَ مدّة في حياة الشَّيخ الفقيه، وبعد موتِه، ثم انتقلَ إلى دِمَشق، وأقامَ مُدّةً مؤذِّنًا بتُربة أمِّ الصَّالح، ثم نُقِلَ منها إلى جامع العُقَيْبة، ثم نُقِلَ إلى جامع دمشق في سنة سَبْعين وست مئة، واستمرَّ على ذلك إلى أن ماتَ.

٤٢٥١ - وفي يوم الاثنين الحادي عَشَر من شَهْر ربيع الأول تُوفِّي الشَّيخُ المُقْرئُ فَخْرُ الدِّين أبو عَمْرو عُثمانُ (١) بنُ أبي المَعَالي بن خَضِر التَّنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ، بالمارستان الصَّغِير بدمشق، وصُلِّي عليه في أواخر النَّهار بجامع دمشق، ودُفِنَ بمَقْبَرة الباب الصَّغير.

وسَمِعَ من ابن أبي اليُسْر، وحدَّث عنه، وكانَ رَجُلًا جَيِّدًا، أحد قُراء التُّربة الظاهرية، وكانَ يقرأ في الخِتَم مع ابن الفُقَّاعي بصَوْتٍ حَسَن، ثم ضَعُف في أواخر عُمُره، وانقطعَ بإيوان المَدْرسة الظاهرية مُدّة سِنين، ولازمَ التَّلاوة والذِّكْر، وكان مُنْتظرًا للموت.


(١) ترجمته في: توضيح المشتبه ٣/ ٣٩٨، والدرر الكامنة ٣/ ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>