للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٣١٩ - وفي يوم الجُمُعة آخر جُمُعة من ذي القَعْدة تُوفِّي قاضِي القُضاة شَمْس الدِّين أبو الفَضْل عبدُ الله (١) ابنُ قاضِي القُضاة مُهَذّب الدِّين أبي المَعَالي مُحمد بن سليمان بن مُجَلِّي الدُّنَيْسَري، ثم المارِديني، بمارِدِين، ودُفِنَ عندَ والدِه.

ومولدُهُ في رَجَب سنة ست وأربعين وست مئة بمارِدِين.

ولِيَ قضاءَ مارِدِين عَقِيب مَوْت والدِه في ربيع الأول سنة ستٍّ وستّين وست مئة، فبَقِيَ قاضيًا خَمْسًا (٢) وخَمْسين سنة وأشهُرًا، وبَقِيَ أبوه قبله في مَنْصب القَضاء خَمْسًا (٣) وثلاثين سنة.

وكانَ والدُه من أهل دُنَيْسَر، وحَجّ القاضي شمْس الدِّين المَذْكور ثلاث مرّات، سنة إحدى وثمانين، وسنة ستٍّ وسبْع مئة، وسنة خَمْس عشرة وسَبْع مئة، ودخل بغدادَ مع صاحِب مارِدِين.

وهو شَيْخٌ حَسَنٌ، كريمُ النَّفْس، له حُرْمةٌ ومكانة، وعليه سكينةٌ وَوَقارٌ. سَمِعَ من والدِه، ومن الصَّاحب شَرَف الدِّين إسماعيل بن أبي سَعْد الآمديّ ابن التِّيتي، وسَمِعَ منه كثيرًا، وله نُوّابٌ في البَلَد المُضَافة إلى مارِدِين، مثل دُنَيْسَر، ورأسِ عَيْن، ونَصِيبين، والهَتّاخ (٤)، وجُمْلين، والصّوْر، وغير ذلك. وكانت له جامكيةٌ وجراية كل شَهْر نحو ألفَي دِرْهم، ووَلِي القَضاء بعده ولدُه القاضي مُهَذّب الدِّين مُحمد. ولمّا وَردَ دمشقَ في الحَجّة الثالثة، اجتمعتُ به غيرَ مَرّة، وكتبتُ عنه قَصِيدة في الخُلفاء نَظْم ابن التِّيتِي المَذْكور، سمِعَها منه.


(١) ترجمته في: الدرر الكامنة ٣/ ٧٢.
(٢) في الأصل: "خمسة".
(٣) كذلك.
(٤) الهَتّاخ: قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميافارقين (معجم البلدان ٥/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>