للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شَمْسَ الدِّينِ الفارِقانِيَّ نائبًا في خِدمةِ الملكِ السَّعيد. ووَصلَ دمشقَ سابعَ عَشَرَ شوّال، وأقامَ بها ثلاثةَ أيام. ودَخلَ حلبَ مُستهلَّ ذي القَعْدة، وأقامَ بها يومًا. وأمرَ نائبَ حلبَ أنْ يُقيمَ على الفُراتِ بعَسكَرِ حلبَ لحِفظِ المَعابر، وقَطعَ الدَّرْبَنْدَ في نصفِ يوم. ووَقعَ سُنْقُر الأشقرُ بثلاثةِ آلاف منَ التَّتارِ فهَزَمَهُم يومَ الخميسِ تاسع ذي القَعْدة. وصَعَدَ العَسكرُ الجِبال، وأشرَفُوا على صَحراءِ البُلُسْتَيْن، فرأوا التَّتارَ قد رَتَّبُوا عَسكَرَهُم أحدَ عَشَرَ طُلْبًا في كلِّ طُلْبٍ ألفَ فارِس، وعَزَلُوا عَسْكرَ الرُّوم عنهم خوفًا من مُخامَرتِهم. فلمّا تَراءَى الجَمْعانِ حَمَلَتْ مَيْسَرةُ التَّتارِ فصَدَمُوا سَنْجَقةَ السُّلطان، ودَخَلَتْ منهُم طائفةٌ بينَهُم، وشَقُّوها وساقَتْ إلى المَيمَنة. فلمّا رآهُم السُّلطانُ رَدِفَهُم بنفسِه، ثم لاحَتْ منهُ الْتفاتةٌ فرَأى المَيْسَرةَ قد كادتْ تَتفَلَّلُ، فأمرَ جماعةً بإرْدافِها. ثم حَملَ فحَملَتِ العَساكرُ حَمْلةً، فتَرجَّلَ التَّتارُ عن خُيولِهِم وقاتَلُوا أشَدَّ قِتال، وأنزَلَ اللهُ تعالى بهم بَأسهُ. وفَرَّ منهُم جماعةٌ فقُصِدُوا، وأحاطَتْ بهمُ العَساكِرُ. وقُتِلَ ضِياءُ الدِّينِ ابنُ الخَطِير، وسَيْفُ الدِّينِ قِيرانُ العَلّانيُّ، وعِزُّ الدِّينِ أخو المُحَمَّديِّ، وسَيْفُ الدِّينِ قَبْجَقُ الجاشْنَكِيرُ، وعِزُّ الدِّينِ أيْبَكُ الشَّقِيفيُّ. وأُسرَ جماعةٌ من أُمراءِ التَّتار، ومن أُمراءِ الرُّوم، ونَجا البَرَوَاناهُ، ودَخلَ قَيصَرِيّةَ بُكرةَ الأحدِ ثاني عَشَرَ ذي القَعْدة، واجتَمعَ بسُلطانِ الرُّوم وأعيانِ الدَّولة، وأخبَرَهُم بالكسرة. واجتَمعَ رأيُهُم على الانتقالِ إلى دُوْقاتِ خَوفًا من مُرورِ التَّتارِ بهم. ودَخلَ السُّلطانُ قَيصَريّةَ وصَلّى بها الجُمُعةِ سابعَ عَشَرَ ذي القَعْدة، وخُطِبَ لهُ. ورَجعَ السُّلطانُ وقَطعَ الدَّرْبَنْدَ، ونَزلَ قريبًا من حارِم في سادسَ ذي الحِجّة. ووَصلَتِ البِشارةُ إلى دمشقَ بقَتْلِ ثلاثةِ آلافِ فارِسٍ في يوم الأربعاءِ مُنتصفِ ذي القَعْدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>