للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٤٥ - وفي يوم الجُمُعةِ رابعَ عَشَرَ المُحَرَّم ابتَدأَ المَرضُ بالسُّلطانِ الملكِ الظّاهرِ رُكْنِ الدِّينِ بَيْبَرْسُ (١) بنُ عبدِ الله الصّالحيُّ، وتُوفِّي يومَ الخميسِ بعدَ صلاةِ الظُّهرِ السّابع والعشرينَ منهُ بالقَصْرِ ظاهرَ دمشقَ، وحُمِلَ إلى قلعةِ دمشقَ ليلًا ومعَهُ أعيانُ الأُمراء؛ سَيْفُ الدِّينِ قَلاوُونَ، وسُنْقُر الأشقَرُ، وبَيْسَرِيُّ، والخِزَنْدارُ، وعِزُّ الدِّينِ الأفْرَم، وعِزُّ الدِّينِ الحَمَويُّ، وسنْقَرُ الألْفيُّ، وأبو خُرْص.

وتَولَّى غَسْلَهُ وتَصبيرَهُ وتَكْفِينَهُ الشُّجاعُ عَنْبَرٌ، وكمالُ الدِّينِ عليُّ ابنُ المُتَّيْجِي الإسكَنْدرِيُّ المُؤذِّنُ، والأميرُ عِزُّ الدِّينِ الأفْرَم. وجُعِلَ في تابوتٍ وغُلِقَ، في بيتٍ من بُيوتِ البَحْرةِ (٢) بالقَلعةِ إلى أن نُقِلَ منها في ليلةِ الجُمُعةِ خامسِ رَجَبٍ إلى التُّربةِ التي أنشَأها لهُ وَلدُه الملكُ السَّعيدُ بدمشقَ داخلَ بابِ الفَرَج، قُبالَةَ المدرسةِ العادِليّةِ وهي دارُ العَقِيقيُّ، ودُفِنَ بالقُبّةِ التي هُيِّئَتْ للدَّفْن، وكانَ دَفْنُهُ في وَسطِ اللَّيل. وحَضَرَ نائبُ السَّلْطنةِ عِزُّ الدِّينِ أيْدَمُرُ، ومنَ الخَواصِّ دُونَ العَشَرة. وكانَ جاوَزَ الخمسين.

وكانت سلْطَنتُهُ وجُلُوسهُ في قلعةِ الجَبلِ يومَ الأحدِ سابعَ عَشَرَ ذي القَعْدةِ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ وستِّ مئة. وعُمِلَتْ لهُ الأعزِيةُ في أماكنَ بالقاهرةِ ومصرَ. وخَلَّفَ عَشَرةَ أولاد؛ ثلاثةَ ذُكُور، والباقي إناث. وكانَ لهُ عَشَرةُ آلافٍ مَمْلُوك، ولهُ أوقافٌ وصِلاتٌ وصَدَقاتٌ، ومَهابةٌ وجَلالةٌ. ومن فُتُوحاتِه: قَيْسارِيّةُ، وأرْسُوفُ، وصَفَدُ، و طَبَرِيّةُ، ويافا، والشَّقِيفُ، وأنْطاكِيَةُ، وبُغْراسُ، والقُصَيْرُ، وحِصْنُ الأكراد، وحِصْنُ عَكّار، والقُرَيْنُ، وصافِيْثا، ومَرَقْيةُ، وحَلَبا. ولهُ سِيرَتان، لابنِ عبدِ الظّاهر، وابنِ شَدّادٍ رحمَهُ اللهُ تعالى.


(١) الملك الظاهر أشهر رجال هذا العصر على الإطلاق ذكره كل من أرخ لأهل هذه الفترة، وقد خصه بالتأليف في سيرته ابن عبد الظاهر، واسمه "الروض الزاهر" مطبوع في الرياض سنة ١٣٩٦ هـ، وابن شداد، واسمه "تاريخ الملك الظاهر" مطبوع في بيروت سنة ١٤٠٣ هـ.
(٢) كنز الدرر ٩/ ٢٣٠، وفي تاريخ الملك الظاهر: "البحرية".

<<  <  ج: ص:  >  >>