للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومَولدُهُ سنةَ ثلاثٍ وستِّ مئة بمصرَ.

وكانَ من رجالِ الدَّهْر، حَزْمًا، وعَزْمًا، ورَأْيًا، وتَدْبيرًا. استَوْزَرَهُ الملكُ الظّاهرُ، وفَوَّضَ إليه أُمورَ المملكة، فدَبَّرَ الأُمورَ، وساسَ الأحوالَ، وكانَ يُحْسِنُ إلى الفُقراءِ ولهُم عندَهُ مكانةٌ. وقَصَدَهُ جماعةٌ بالأذى، فلم يَجِدُوا ما يَتعَلَّقونَ عليه به، فإنّه كانَ عَفيفًا لا يَقْبَلُ لأحدٍ هديّةً، ولم تَزَلْ حُرْمَتُهُ وافرةً، وكلمَتُهُ نافِذةً، ومَكانَتُهُ عاليةً إلى حينِ مَوتِه. ولهُ مدرسةٌ بمصرَ (١) وأوقافٌ،


= والوافي بالوفيات ٢١/ ٣٠، والبداية والنهاية ١٣/ ٢٨٢، وعيون التواريخ ٢١/ ٢٠٠، وفوات الوفيات ٣/ ٧٦، ومرآة الجنان ٤/ ١٨٨، وتبصير المنتبه ٤٧٣، والسلوك ١/ ٢/ ٦٥١، والمواعظ والاعتبار ٤/ ٤٧٤، والنجوم الزاهرة ٧/ ٢٨٥، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ١٢٥، والمنهل الصافي ٨/ ١٥٠، والدليل الشافي ١/ ٤٦٩، وعقد الجمان ٢/ ٢٠٧، وبدائع الزهور ١/ ١/ ٣٤٤، وحسن المحاضرة ١/ ٢١٦، والشذرات ٥/ ٣٥٨ (٧/ ٦٢٤). وتكرر ذكره في تاريخ الملك الظاهر ٤٤، ٥٧، ٦٩، ٧٢، ٧٣، ٧٤، ٧٩، ٨١، ٨٢، ٨٣، ٩٩ … وغيرها. وقيد المقريزي في المواعظ والاعتبار لفظة سليم "بفتح السين المهملة، وكسر اللام ثم ياء آخر الحروف، بعدها ميم. ابن حنا مهملة مكسورة، ثم نون مشددة مفتوحة، بعدها ألف".
(١) مدرسة تعرف بالصاحبية البهائية تقدم ذكرها. ذكرها المقريزي في المواعظ والاعتبار ٤/ ٤٧٥ - ٤٧٦ ووصفها بأنها كانت من أجل مدارس الدنيا، وأعظم مدرسة بمصر يتنافس الناس من طلبة العلم في التنزل بها، ويتشاحنون في سكنى بيوتها. قال: "وأول من درس بهذه المدرسة الصاحب فخر الدين محمد ابن بانيها الوزير الصاحب بهاء الدين إلى أن مات يوم الاثنين حادي عشرين من شعبان سنة ثمان وستين وست مئة، فوليها من بعده ابنه محيي الدين أحمد بن محمد إلى أن توفي يوم الأحد ثامن شعبان سنة اثنتين وسبعين وست مئة. فدرس فيها بعده الصاحب زين الدين أحمد ابن الصاحب فخر الدين محمد ابن الصاحب بهاء الدين إلى أن مات في يوم الأربعاء سابع صفر سنة أربع وسبع مئة، فدرس بها ولده الصاحب شرف الدين، وتوارثها أبناء الصاحب يلون نظرها إلى أن كان آخرهم صاحبنا الرئيس شمس الدين محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد ابن الصاحب بهاء الدين، وليها بعد أبيه عز الدين، ووليها عز الدين بعد بدر الدين أحمد بن محمد بن محمد ابن الصاحب بهاء الدين. فلما مات صاحبنا شمس الدين محمد ابن الصاحب لليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وثمان مئة وضع بعض نواب القضاء يده على ما بقي لها من وقف".

<<  <  ج: ص:  >  >>