للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيه مأخوذة بنصها من هذا الكتاب باعتراف المؤلف نفسه، حتى ظن بعضهم أنَّ مخطوطة "حوادث الزمان" بإستانبول هي جزء من كتاب "المقتفي" (١).

وسلخ الإمام شمس الدين الذهبي في كتابه "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام" الذي هو أس كتبه الأخرى معظم مادة الكتاب في الحوادث والتراجم مع مراعاة اختصارها، يشير إليه تارة ويهمل الإشارة في كثير من الأحيان، كما دلت عليه مقابلة النصوص بين الكتابين.

كما أنَّ المادة التي أوردها ابن كثير في "البداية والنهاية" مأخوذ جلها من هذا الكتاب باعتراف المؤلف نفسه؛ حيث قال في آخر حوادث سنة ٧٣٨ هـ: "وهذا آخر ما أرخ شيخنا الحافظ علم الدين البرزالي في كتابه الذي ذيّل به على تاريخ الشيخ شهاب الدين أبي شامة المقدسي، وقد كانت وفاة البرزالي في العام القابل وهو محرم بمنزلة خُلَيْص. وقد ذَيّلتُ على تاريخه إلى زماننا هذا، وكان فراغي من الانتقاء من تاريخه في يوم الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة من سنة إحدى وخمسين وسبع مئة، أحسن الله خاتمتها، آمين" (٢).

وعني بعض المؤرخين بالاقتباس من كتابه قبل وفاته وقبل أن يتم هذا التأليف، كما نوهنا في نقل الشمس ابن الجزري في تاريخه، ومنهم شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب القرشي التيمي البكري المعروف بالنويري المتوفى سنة ٧٣٣ هـ في كتاب "نهاية الأرب" حيث صَرّح بالنقل من كتابه في غير موضع من كتابه، منها ذكر المجاعة والغلاء العظيم الحاصل بديار بكر والموصل وإربل وماردين والجزيرة وميافارقين سنة ٧١٨ هـ حيث قال: "نقلت هذه الحادثة من تاريخ الشيخ علم الدين البرزالي، وبعض ألفاظها


(١) التاريخ العربي والمؤرخون ٤/ ٤٥.
(٢) البداية والنهاية ١٦/ ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>