كتاب تاريخ البرزالي المقتفي لتاريخ أبي شامة - ت العثيمين

٦٨٥ - رجب - ج: 2 - ص: 324

العلّامةُ شيخُ الإسلام جمالُ الدِّينِ أبو بكرٍ مُحمدُ (١) بنُ أحمدَ بنِ مُحمدِ بنِ عبدِ الله بنِ سُجْمانَ البَكْرِيُّ الشَّرِيشيُّ المالِكيُّ، بالرِّباطِ النّاصِرِيِّ بسَفْح قاسِيُونَ، ودُفِنَ منَ الغَدِ قُبالةَ الرِّباطِ المَذْكور.

وكانَ إمامًا في عُلوم شَتّى، كبيرَ القَدْر، مُعَظَّمًا مُبَجَّلًا، وافِرَ الدِّيانة، من أكابرِ عُلماءِ عَصْرِه. وكانَ وَلِيَ مشيخةَ الرِّباطِ النّاصِريِّ في زمنِ الواقِف (٢)، ثم إنّه سافَرَ إلى الدِّيارِ المِصْريّة، وأقامَ هناكَ مُدرِّسًا بالفاضِليّة (٣)، ثم أقامَ بالقدسِ شيخَ الحَرَم، ثم عادَ إلى دمشقَ إلى الرِّباطِ مع مَشْيخةِ الحديثِ بتُربةِ أُمِّ الصّالح. وفي أواخِرِ عُمُرهِ عُرِضَ عليهِ قَضاءُ المالكيّةِ فامتَنعَ، ووَلِيَ التَّدريسَ والمَشيخةَ فقط، وأقامَ على ذلكَ إلى أنْ ماتَ. وكانَ من جُلّةِ مَشايخ الحَديث (٤)، ولهُ رحلةٌ.

---

(١) ترجمته في: ذيل مرآة الزمان ٤/ ٢٩٢، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٥٤٩، ومعجم الشيوخ ٢/ ١٥٥، والمعجم المختص ٢١٩، والعبر ٥/ ٣٦٠، ودول الإسلام ٢/ ١٨٧، والمعين في طبقات المحدثين ٢١٩، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٧٤، ومرآة الجنان ٤/ ٢٠١، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢٣٣، والبداية والنهاية ١٣/ ٣٠٨، والوافي بالوفيات ٢/ ١٣١، وتذكرة النبيه ١/ ١٠٧، ودرة الأسلاك ١/ ورقة ٨٦، وعيون التواريخ ٢١/ ٣٧٤، وتاريخ ابن الفرات ٨/ ٤٦، والديباج المذهب ٢/ ٣١٩، والمقفى الكبير ٥/ ٢٦٨، والسلوك ١/ ٣/ ٧٣٣، وعقد الجمان ٢/ ٣٥٥، وتاريخ الخلفاء ٥٠٥، وبغية الوعاة ١/ ٤٤، ونفح الطيب ٢/ ١٣١١، وشذرات الذهب ٢/ ٣٩٢ (٧/ ٦٨٥)، ودرة الجمال ٢/ ٢٤٤. وابنه: محمد بن أحمد (ت ٧١٨ هـ) ذكره المؤلف في موضعه في وفيات شوال، وحفيده: محمود بن محمد العلامة شرف الدين (ت ٧٩٥ هـ) في الدرر الكامنة ٤/ ٣٣٣، وإنباء الغمر ٣/ ١٨٦.
(٢) قال الحافظ الذهبي: "ودرس بالرباط الناصري بحضور السلطان واقفه".
(٣) تقدم ذكرها، وهي منسوبة إلى القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني (ت ٥٩٦ هـ).
(٤) قال الحافظ الذهبي: "وتفقه حتى برع في المذهب، وأتقن العربية والأصول والتفسير، وتفنن في العلوم، ودرس، وأفتى، وأقرأ الحديث، وعني به، وقال الشعر … صنف لألفية ابن مُعْطٍ شرحًا نفيسًا، وقد مدحه شيخه علم الدين السخاوي بقصيدة مشهورة". وقال في معجم شيوخه: "وأحكم العربية وألف فيها شرحًا لألفية شيخه ابن مُعْطٍ"، وقال السيوطي في البغية: "وألف شرحًا جليلًا لألفية ابن مُعْطٍ وكتابًا في الاشتقاق"، وذكر الإمام العلامة =