للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانَ رجُلًا جيِّدًا. سَمِعَ بإفادةِ القاضي الأشْرفِ بدمشقَ من ابنِ البُنِّ، وابنِ صَبّاح، وابنِ أبي لُقْمة. وببغدادَ من الشَّيخ شِهابِ الدِّينِ السُّهْرَوَزدِيِّ، والحَسَنِ ابنِ الجَواليقيِّ، ومَحاسنِ الحَرّانيِّ، وأبي هريرةَ ابنِ الوَسْطانيِّ، والأنْجَبِ الحَمّاميِّ، وعبدِ السَّلام الدّاهرِيِّ، وابنِ اللَّتِّيِّ. وحَدَّثَ وسَمِعْنا منهُ، وكانَ مُحِبًّا للتَّسميع سَهْلًا.

• - ووَصَلَ السُّلطانُ الملكُ المَنْصورُ إلى دمشقَ من غَزاةِ طَرابُلُسَ بكرةَ الاثنينِ مُنْتَصفِ جُمادى الأولى، وكانَ أقامَ بحِمْصَ أيامًا. ولمّا دَخَلَ دمشقَ رَسَمَ للشُّجاعيِّ بالتَّكلُّم في الأموال، فحَصَلَ جُمَلًا طائلةً مُعظمُها مُصادراتٌ ومُوفَراتٌ. وممَّن صُودرَ الصّاحبُ تَقِيُّ الدِّينِ تَوْبةُ. وأُخْرِقَ به، وأُوذِيَ كثيرًا (١).

١٢٦٠ - وفي ليلةِ الاثنينِ مُستهلِّ جُمادى الأولى تُوفِّي الصَّدْرُ الكبيرُ العالمُ الفاضلُ نَجْمُ الدِّينِ أبو المَكارِم عبدُ الغَفّارِ (٢) بنُ مُحمدِ بنِ مُحمدِ بنِ نَصْرِ الله الحَمَويُّ الكاتبُ، المعروفُ بابنِ المُغَيْزِل، كاتبُ الإنشاءِ بحَماةَ.

ومَولدُهُ في صَفَر سنةَ أربع وعشرينَ وستِّ مئة بحَماةَ.

وسَمِعَ من أبي القاسم عبدِ الله بنِ الحُسَينِ بنِ رَوَاحةَ، وصَحِبَ شيخَ الشُّيوخ شَرَفَ الدِّينِ عبدَ العزيز الأنصاريَّ، وانتفَعَ به. وخَدَمَ الملكَ المَنْصورَ صاحِبَ حَماة، وكانَ يُحِبُّهُ يَحتَرِمُهُ ويُقرِّبُهُ، واستفادَ بخِدمَتِهِ أموالًا كثيرةً، وخَدَمَ وَلدَهُ من بَعدِه. وحَجَّ في سنةِ ستٍّ وثمانينَ وستِّ مئة. ووَقفَ وَقْفًا بحَماةَ، ولهُ شِعْرٌ حَسَنٌ. كَتبَ عنهُ الشَّيخُ شَرَفُ الدِّينِ الدِّمْياطيُّ في "معجمه".


(١) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٤٢٩، ونهاية الأرب ٣١/ ١٦٣، والبداية والنهاية ١٣/ ٣١٣، وعيون التورايخ ٢٣/ ٢٢، وتاريخ ابن الفرات ٨/ ٨١، والسلوك ١/ ٣/ ٧٤٨، وعقد الجمان ٢/ ٣٨٢ مع اختلاف في التواريخ.
(٢) ترجمته في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٠٩، ودرة الأسلاك، ورقة ١١٦، وتذكرة النبيه ١/ ١٢٤، والسلوك ١/ ٣/ ٧٥٠. أخوه عبد اللطيف تقدم ذكره في السنة الماضية في وفيات رجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>