للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الفقيهُ الإمامُ الزاهدُ مُفتِي المُسلمين تقيُّ الدِّين أبو الرَّبيع سُليمانُ (١) بنُ عُثمان بن يوسُف الحَنَفيُّ المعروف بالتُّركمانيِّ، وصُلِّي عليه ظُهْر هذا اليوم بالجامع المُظَفَّري، ودُفن بسَفْح قاسيون.

وكان مُدرّس الشِّبْلية، ودَرَّس قبلها بالمعظّميّة، وحَكَم بدمشقَ مدة نيابةً عن القاضي مجد الدِّين ابن العَدِيم. وكان رجلًا صالحًا، مواظِبًا على الاشتغال بالعِلْم، والإشْغال والإفادة والتعبُّد والزَّهادة، رحمه الله تعالى.

• - وعُمِلت خَتْمة بجامع دمشق ليلة الجُمُعة سابع عَشَر جُمادَى الأُولى، وتَضَرَّع النّاسُ إلى الله تعالى، واجتمعت قُلُوبهم وهِمَمُهُم ودَعا الخَطِيب يوم الجُمُعة.

وفُتِحَت عَكّا في يوم الجُمُعة سابع عَشَر جُمادى الأُولى زَحَفَ عليها المُسلمون، فألقَى اللهُ الرُّعْبَ في قلوب أهلِها فَهَربوا منها في البَحْر، ووصلت البِطاقةُ إلى دمشقَ في اليوم المَذْكور بعد صلاة الجُمُعة بيسير. وكان ذلك يومًا مُبارَكًا وفَرَحًا وسُرُورًا عامًّا، وأمرًا عظيمًا، وزُيِّنت مدينة دِمَشق (٢).

• - ثم وَصلَ يوم الاثنين العِشْرين من الشَّهْر بطاقة أُخرى بفتح صُور، ويَسَّر الله أخْذ ما حولَها من بلاد الإفرنج، وخلا السَّاحلُ منهم بحمد الله تعالى (٣).

• - وحَضَرَ عَكّا من المتطوِّعة أكثر من الجُنْد، ونُصِبَ عليها من المَجانق الكبار الإفرنجية خمسة عشر مَنْجنيقًا، منها ما يرمي بقِنْطار دِمَشقيّ وأكثر، ومنها ما هو دون ذلك ومن اللعب والشَّيطانية والقُرابُغا (٤) شيء كثير.

١٣٩٣ - وفي يوم الاثنين ثالث عَشَر جُمادى الأولى تُوفِّي الشَّيخُ الصالحُ


(١) ترجمته في: تاريخ ابن الجزري ١/ الورقة ٤٠ (باريس)، وتاريخ الإسلام ١٥/ ٦٥٤، والوافي بالوفيات ١٥/ ٤٠٤، والمنهل الصافي ٦/ ٣٧، والدليل الشافي ١/ ٣١٩.
(٢) تنظر التفاصيل في تاريخ الإسلام ١٥/ ٤٣٢ - ٤٣٥.
(٣) الخبر في: تاريخ الإسلام ١٥/ ٤٣٥.
(٤) القُرابُغا: نوع من المجانيق، وكذا اللعب والشيطانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>