للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والآماق (١)، ولم يزلْ الجنابُ الكريم مقضى الآمال والأوطار، ومَقْصِدَ العالمين من جميع الأصقاع والأقطار، فكيف يسوغ لأحد من الناس مخالفةُ ما اجتمعت عليه الأُمَّةُ خلَفاً بعد سلف، من صدر الإسلام وهلمَّ جرَّاً (٢)؟!. هذا على سبيل الإجمال.

وأما تفصيلُ كلام العلماء، وتصريحُ أهلِ كلِّ مذهب من المذاهب المتبوعة، ونقلُ كلام كلِّ طائفة منهم، فإنَّه يُفضي إلى الإسهاب والإطالة، وقد يؤدي إلى الإطناب والملالة، ومن أراد النظر في ذلك واستبانتَه من مذهب الشافعي، فليُسرِّح نظرَه في أُمِّه (٣)، الذي هو لأئِمة العلم إِمَّة (٤)، وليكشف بنصوصه المباركة عَنْ قلبه حجاب الغُمَّة، ثم في كلام الشارحين لكلامه، وبيانِ أَزِمَّة (٥) الهدى من أصحابه وتلامذته، ثمَّ من بعدهم ممن اقتفى لآثارهم، واهتدى بأنوارهم، من المنتمين إلى مذهبه الحالي، والمتأدبين بأدبه العالي، كالجُوَيني (٦)


(١) الأحداق جمع حَدَقة وهي: سواد العين. والآماق: جمع مؤق، وهو: طرف العين مما يلي الأنف، وهو مجرى الدمع من العين. القاموس (حدق) ص ٨٧٢، و (مأق) ٩٢٢.
(٢) أنّى للمؤلف وغيره أن يثبت الإجماع على مشروعية شد الرحال في عصر الصحابة والتابعين ومن بعدهم؟ وإنما الإجماع على الزيارة بدون شد الرحال بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بعد القدوم من السفر ويكون شد الرحال للمسجد النبوي.
(٣) يقصد كتاب (الأم) للإمام الشافعي.
(٤) الإمَّة- بالكسر-: الشِّرْعة، والطريقة … القاموس (أمم) ص ١٠٧٦.
(٥) يقال: هو زمام قومه، وهم أَزِمَّة قومهم … وهو على زمام من أمره، وهو على زمام الأمر، أي: مِلاكُه، وزممتُ القوم: تقدمتهم. أساس البلاغة للزمخشري (زمم) ص ١٩٥.
(٦) هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، إمام الحرمين، أبو المعالى، كان علماً من أعلام الإسلام، له مؤلفات كثيرة. ولد سنة ٤١٩ هـ، و توفي سنة ٤٧٨ هـ. طبقات الشافعية ٥/ ٤٧٥، سير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٦٨.