للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والأسفراييني (١) والشِّيرازي (٢) والغزالي (٣)، ثم في كلام مَنْ قفا قفوهم، وحَذَا حذوهم، مِنْ كلِّ ناقلٍ

راوي، وناقدٍ للعلوم جاري، كالرافعي (٤) وابن الصلاح (٥) والنواوي (٦)، فإنَّ كلاً منهم صرَّح بمشروعية الزيارة واستحبابها، ومنهم من حكى عن بعض العلماء القولَ بإيجابها، ومنهم من أتى في تقرير المسألة بعبارة تلمع من حُللها بروق الواجب (٧) /٢٥ كقول أبي عمرو بن الصلاح: إذا انصرف الحاج والمعتمرون من مكة، فليتوجهوا نحو مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنَّها من أهمِّ القربات وأنجح المساعي، ومن حجَّ ولم يزره من غير مانع، فقد جفاه صلّى الله عليه وسلّم (٨)، انتهى (٩).


(١) هو أحمد بن محمد بن أحمد، أبو حامد، الأسفراييني. أحد أعلام الشافعية، ولد سنة ٣٤٤ هـ، وتوفي سنة ٤٠٦ هـ. طبقات الشافعية ٤/ ٦١، البداية والنهاية ١٢/ ٢.
(٢) هو إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزابادي، أبو إسحاق الشيرازي، الشافعي. ولد سنة ٣٩٣ هـ، وتوفي سنة ٤٧٦ هـ. طبقات الشافعية ٤/ ٣٥٦، سير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٥٢.
(٣) هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، الإمام حجة الإسلام أبو حامد، له أكثر من مائتي مصنف، علم من أعلام الإسلام. ولد سنة ٤٥٠ هـ، وتوفي سنة ٥٠٥ هـ. سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٢٢، طبقات الشافعية ٦/ ١٩١.
(٤) هو عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم، الرافعي، شيخ الشافعية، له مؤلفات كثيرة منها المحرر، و الشرح الصغير. ولد سنة ٥٥٥ هـ، وتوفي سنة ٦٢٣ هـ. طبقات الشافعية ٨/ ٢٨١، سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٢٥٤.
(٥) تقدمت ترجمته.
(٦) تقدمت ترجمته أيضاً.
(٧) لم تثبت مشروعية الزيارة بشد الرحال فضلاً عن الوجوب، ولاحجة في قول أحد دون قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
(٨) جفاء النبي صلى الله عليه وسلم من الذنوب الكبائر إن لم يكن كفراً، ولايكون تارك الزيارة مرتكباً لكبيرة بذلك، وهذا ممايدل على بطلان الحديث بذلك وعدم صحته، وبالله التوفيق.
(٩) في كتابه مناسك الحج وهو كتاب لم أقف عليه في فهارس الكتب المطبوعة. وانظر: هداية السالك للكناني ٣/ ١٣٦٩. حيث نقل عنه هذا القول.