للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قبر (١) غيره من الأنبياء الأخيار.

التاسع: لَمَّا [نوَّه (٢)] الله تعالى بذكره ونوَّر الأكوان والثرى، والأعيانَ والأحيانَ والورى، وشرَّفَ به جميعَ المخلوقاتِ من العرش إلى الثَّرى، فكتب على العرش اسمه، وعلى باب الجنة رسمَه ووَسْمَه (٣)، وجعل اسْمَه الكريم أسمى الأسماء، فتذكره الملائكة المُقرَّبون عند الأذان في السماء، ويتشرف به المصاقع (٤) على المنابر، ويتزين ويفتخر بذكره أربابُ الأقلام والمحابر، فلم يزل مذكوراً على تعاقب الزمان، وفي الخُطَب والصلوات والأذان، فجعل الله تعالى للعالم الأرضي نصيباً من بركاته وآثاره، وليكون في ملكوت السماوات ذكرٌ لروضته ومنْزله ومَزاره.

يا مَنْ بِهم طابتِ الأكوانُ وابتهجَتْ … من المسرَّة [وابتهَتْ] (٥) بِهم طربا

حقٌّ لكم أن تطيبَ الكائناتُ بكم … وليسَ ذلك من أحوالكم عجبا

إذْ قدْ خُصِصْتُم بما لا نالَه بشرٌ … هذا عَطَاءُ الذي مِنْ فَضْلِه وهَبا

العاشر: أنَّ هذه الأمةَ الحميدةَ، السعيدةَ المرحومةَ، لما وفقها الله تعالى للقيام في حق نبيهم صلّى الله عليه وسلّم، بما لم يَحْظَ به أحدٌ سواهم من الأمم السالفة في حقِّ أنبيائهم، فكانوا خيرَ أمة، وكشفَ اللهُ عنهم بنبيهم الخاتَمِ كلَّ غُمَّة، حتى حصلت منهم الآدابُ الجليلة، والأخلاقُ الحميدة الجميلة، من الإيمان به صلّى الله عليه وسلّم


(١) في الأصل (قبره) ولا يستقيم المعنى مع ذكر الضمير.
(٢) في الأصل: (نوَّر) ولعل الصواب ماأثبتناه.
(٣) الرَّسْم والوَسْم هنا بمعنى: الأثر. القاموس (رسم)، (وسم) ص ١١١٣،١١٦٦.
(٤) جمع مِصْقَع، وهو: البليغ، أو: العالي الصوت، أو: من لايُرْتَج عليه في كلامه ولايتتعتع. القاموس (صقع) ص ٧٣٧.
(٥) في الأصل: (ابتهجت) وهو تكرار مع ماتقدم، وما أثبتناه يستقيم به الوزن والمعنى. والبهاء: الحسن، وأبهى الرجل: حسن وجهه السابق (بهي) ص ١٢٦٥.