للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أولاً، ثُمَّ المبالغةِ في محبته ونصرته ومناصحته، و بَذْلِ النفوس والنفائس، وهِجْرانِ الأُنْس والمآنس، ثمَّ حَمْلِ ما وفقهم الله تعالى له من علومه وسنته، وأخباره وآثاره، وتوصيله وتبليغه، وتشهيره وإظهاره، مع البراءة من الخيانة بالتحريف /٣٠ والتغيير والتبديل، وملازمتِه للديانة والصيانةِ في سلوك هذه السبيل.

فذِكْرُه صلّى الله عليه وسلّم جِلاءُ قلوبهم (١)، وشفاءُ صدورهم، وحَلاوةُ ألسنتهم، في جميع الحالات، على اختلاف الأوقات والساعات، فيَشْرُفون بذكره في جميع العبادات، وفي الجُمع والجماعات، والخُطَب والصلوات، وسائر التَقلُّبات والتصرفات، حتى في المعاطاة والمبايعات، وعقود المناكحات، واستفتاح المعاقدات والمعاهدات، وخصوصاً عند الأذكار والدعوات، فإنَّ بها وُلُوجَهَا في أبواب الإجابات (٢)، فهو صلّى الله عليه وسلّم ذخرهم ومَعاذُهم، وفخرهم ومَلاذُهم، وشافعهم ورافعهم، ومُفِيدُهم ونافعهم (٣)، ووسيلتُهم العظمى، وفضيلتُهم


(١) عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ماشئت إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها، قال صلى الله عليه وسلم: إذاً تكفى هَمَّك، ويغفرُ لك ذنبك.
… أخرجه الترمذي في حديث طويل، في صفة القيامة، باب ماجاء في صفة أواني الحوض، برقم: ٢٤٥٧. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٢) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لايصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم.

… أخرجه الترمذي، في الصلاة باب ماجاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، برقم:٤٨٦. وهذا موقوف له حكم المرفوع. انظر: سنن الترمذي،٢/ ٣٥٦ (هامش ٧).
… وفيه: قال أبو بكر ابن العربي في العارضة ٢/ ٢٧٣: مثل هذا إذا قاله عمر لايكون إلا توقيفاً، لأنه لايدرك بنظر. وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة ٥/ ٥٤.
(٣) النافع والضار هو الله سبحانه وتعالى ولا يجوز بأي حال إضافة ذلك ونسبته إلى غير الله عز وجل.