للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم قال: (أما الحجرة الشريفة المعظمة فتعليق القناديل الذهب فيها أمر معتاد من زمان، ولا شك أنه أولى بذلك من غيرها) انتهى.

وليته قَيَّدَ الزمانَ، فإنه يَصْدُقُ على القليل والكثير من الأحيانِ، ولم ينكر ما قاله إنسانٌ، ولم يَختلف فيه اثنان، ولكن تيسَّرَ زمان سُوِّغَ فيه هذا الذي حرمه النبي صلى الله عليه وسلم بصريح البيان.

ثم قال: (فهذا المكانُ له شَرَفٌ على جميع المساجدِ وعلى الكعبةِ، فلا يلزم من مَنْعِ تعليقِ قناديل الذهب في المساجد والكعبة المنعُ من تعليقها هنا، ولم نرَ أحداً قال بالمنع هنا، وكما أن العرش أفضل الأماكن العلوية وحوله قناديل، كذلك هذا المكان أفضل الأماكن الأرضية، فناسب أن يكون فيه قناديل، وينبغي أن يكون من أشرفِ الجواهرِ، كما أن مكانَهَا أشرف الأماكن، فقليل في حقها الذهب والياقوت) انتهى.

ويقول: (إنه لكون المكان أشرف من جميع الأماكن قلنا: يتعين تنزيهه عما فيه شُبْهَةُ حُرمةٍ، ولا يَختلف اثنان في أن/٥٤٢ (١) لا يصورون التماثيل غالباً إلا تَمْاثيل الخنازير، وقد صور أحد بناة النصارى تِمْثَال خنْزِير في هذا


(١) يوجد سقط بين الصفحتين، لعدم تناسق المعنى بينهما، والغالب أن السقط عبارة عن قصة المجمرة التي أُتِيَ بِهَا من الشام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وهي من فضة فيها تَماثيل- فدفعها عمر إلى سعد أحد المؤذنين، وأمره أن يُجْمِرَ بِهَا في الجمعة وفي شهر رمضان، وكانت تُوضع بين يدي عمر رضي الله عنه. واستمر الأمر على ذلك حتى قَدِمَ إبراهيم بن يَحيى بن محمد بن العباس المدينةَ والياً سنة ستين ومائة، فأمر بِهَا فغُيِّرتْ. تَنْزِيل السكينة ١٥ ب، تحقيق النصرة ٨٧.