للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نبذتُ جميل الصبر في العيش دونه … وقلتُ إلى كم يصبرالكَلِفُ (١) المُضْنَى

يكاد إذا هبت ليثربَ نفحةٌ … يطيرُ لها شوقا ويفنى بِها حُزْنَا

نأَت دار باغيه، وللقلب لوعة … فياليتنا إذ لم نُعاينه قد زُرْنَا

نُقْبِّلُ بالأفكار آثار نَعْله … ومَن فاته المحبوبُ حَنَّ إلى المعْنَى

ومنها: أنه إذا وفق للمسير، وساعده للنهوض إلى الزيارة التوفيق والتيسير، فليمتط في سيره ظهور العزمات العليَّات، قبل صَهَوات الأرحبيات (٢)، وليشمر عن الهمم العالية العزائم دون الدَّنِيَّات، ولْيَسِرْ في ظهورها إلى أشرف الغايات، وأكرم الأمنيات.

وركبٍ سَرَوْا واللَّيلُ مرخٍ رُواقه (٣) … على كل مُغْبِّرالموارد (٤) قائمِ

جدوا عزمات (٥) ضاعت الأرض بينها … فصار سراهم في ظهور العزائمِ

أرَتهم نجوم الليل ما يطلبونه … على عاتق الشِّعْرى (٦) وهام النعائم (٧)

فَأَمُّوا حمىً لاينبغي لسواهم … وما أخذتهُم فيه لومةُ لائمِ

/٤٣ ولتكن أوقاته مُسْتغرَقةً في الطاعات والعبادات، وإكثارِ الخيرات والقُرُبات، لاسيما في إكثار الصلاة والتسليم على مَنْ وفَّقه الله للقصد


(١) الكَلِفُ: الرجل العاشق. القاموس (كلف) ص ٨٥٠.
(٢) الصَهَوات: جمع صهوة، وهي: مقعد الفارس من الفرس. القاموس (صهو) ص ١٣٠٤. والأرحبيات هي النجائب المنسوبة إلى أرحب، وهي قبيلة من همدان. القاموس (رحب) ص ٨٩.
(٣) الرُّواق من الليل: مُقَدَّمُه وجانبه. القاموس (روق) ص ٨٨٨.
(٤) المَوْرِدَة: الجادَّة. القاموس (ورد) ص ٣٢٥، والمعنى: اشتد غبار طرقهم من سرعة سيرهم.
(٥) العزمات: جمع عَزْمة، وهي: ماعقد عليه قلبك من أمر أنك فاعله. اللسان (عزم) ١٢/ ٣٩٩.
(٦) الشِّعْرى: كوكب نير يطلع بعد الجوزاء وطلوعه في شدة الحر … وهما الشِّعْرَيان: العَبُور التي في الجوزاء، والغميصاء التي في الذراع، وعَبَد الشّعْرى العبور طائفةٌ من العرب في الجاهلية. اللسان (شعر) ٤/ ٤١٦.
(٧) النعائم: من منازل القمر. القاموس (نعم) ص ١١٦٣.