للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قل لعينيكَ تَهملانِ سروراً … طالَ ما أسعداكَ يوم الفراق

واجمع الوَجْد والسرور ابتهاجاً … وجميعَ الأشجانِ والأشواقِ

وأْمُرِ العينَ أن تَفِيضَ انهمالاً … وتُوالي بدمعها المِهرَاقِ

هذه دارهمُ وأنت محبٌّ … ما بقاء الدموع في الآماق؟ (١)

وليذكر أن هذه البلدة التي اختارها الله تعالى محلاً لحبيبه وخليله، وحفَّها من خير الدنيا والآخرة بكثيره وقليله، وحقيره وجليله، وليتأمَّلْ في كثرة ألقابها وأسمائها، الدالة على إعلائها على البلدان وإسمائها، وأنَّ أرضَها مواطئُ أقدام سيد المرسلين، ومواطن الأعلام من آله المبجلين، وأصحابه المحجلين.

وعند دخوله من باب البلد يقول: بسم الله، ماشاء الله، لاقوة إلا بالله، {رَبِّ أَدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ، وَأَخْرِجْني مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ ليِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً} (٢) حسبي الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لاحول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي هذا إليك، فإني لم أخْرُجْه بَطَراً ولا أَشَراً ولا رياءً ولا سُمْعة، خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. لايفوته ذلك؛ فإنا رُوِّينا من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: /٥٠ «من قال ذلك في مسيره إلى المسجد، وَكَّلَ الله تعالى به سبعين ألف ملك يستغفرون له، ويقبل الله تعالى عليه بوجهه» (٣).


(١) الجواهر الثمينة لمحمد كبريت ١/ ١٦٨.
(٢) سورة الإسراء آية:٨٠.
(٣) مسند أحمد ٣/ ٢١ و ابن ماجه ١/ ٢٥٦ رقم: ٧٧٨ وفي الزوائد هذا إسناد مسلسل بالضعفاء ورواه ابن خزيمه من طريق فضيل بن مرزوق، وقال ابن أبي حاتم الموقوف أشبه. العلل لابن أبي حاتم ٢/ ٨٤، وانظر ميزان الاعتدال ٤/ ١٢٧.