للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالوا: وكانت يثرب سقيفة طويلة فيها بغايا يُضرب إليهنَّ من البلدان، وكانوا يروحون (١) في قرية بيثرب ثَمانين جَمَلاً جَوْناً (٢) سوى سائر الألوان (٣).

وذكر أن تُبَّعَاً (٤) لما وصل إلى المدينة كان منْزله بقناة، وأنه أراد خراب المدينة، فجاءه حَبران من بني قريظة يقال لهما: سُخيت ومنبه (٥)، فقالا: أيها الملك لا تفعل، انصرف عن هذه البلدة فإنَّها محفوظة، وإنَّها مُهَاجَرُ نبي من بني إسماعيل اسمه أحمد، يخرج في آخر الزمان، فأعجبه ذلك، وكَفَّ عما أراد، ولم يزل بعد ذلك يَحوطُ المدينةَ (٦).

وحكى ياقوت عن بعض علماء الحجاز من اليهود أن سبب نزولهم المدينة، أن مَلِكَ الروم حين ظَهَرَ على بني إسرائيل وَمَلَكَ الشام، خطب إلى بني هارون وفي دينهم أن لا يزوجوا النصارى، فخافوه وأنعموا له، وسألوه أن يشرِّفهم بإتيانه إليهم، فأتاهم ففتكوا به وبِمن معه، ثُمَّ هربوا حتى لحقوا بالحجاز فأقاموا بِهَا (٧).

وقال آخرون: بل علماؤهم كانوا يَجدون صفةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في التوراة


(١) أراح الإبِلَ: ردَّها إلى المُراح، أي المأوى. القاموس (روح) ص ٢٢١.
(٢) الجون من الإبل: الأدْهَمُ. القاموس (جون) ص ١١٨٧.
(٣) رواه ابن زبالة، عن عروة بن الزبير، في خبر طويل. وفاء الوفا ١/ ١٦١. وابن زبالة متهم بالكذب.
(٤) أبا كرب تبان أسعد الحميري بن كليكرب بن زيد الأقرن بن عمرو بن ذي الأزعار بن أبرهة ذي المنار بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر. ابن خلدون ٢/ ٦٧، المفصل ١/ ٤٢.
(٥) سخيت ومنبه: من أحبار اليهود، وليس لهما نسب في المصادر العربية. ويذكر ابن الأثير أن اسمهما كعب وأسد. الكامل ١/ ٢٤٤، وفي (الروض الأنف) سُحَيْت ومنبِّه وفي رواية أخرى عن ابن إسحاق: أن الحبر الذي كلمه الملك اسمه: بليامين. الروض الأنف ١/ ٣٥.
(٦) السيرة لابن هشام ١/ ٥٧ بنحوه.
(٧) معجم البلدان ٥/ ٨٤.