للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالوا: ولم تزل اليهودُ العاليةَ بِهَا، الظاهرةَ عليها، حتى كان ما كان من أمر سَيْل العَرِمِ وما /٧٢ قَصَّ الله تعالى من قِصَّتِهِ في القرآنِ (١).

فأجمع عمرو بن عامر بن ثعلبة على بيع ماله بِمأرب -وهي أرض سبأ- لما رأى هو وغيره من كهلتهم من علامات ذلك السَّيلِ، فقال عمرو لقومه: إني واصف لكم البلاد، فمن أعجبه بلدٌ فليسر إليه، فكان منها أن قال: من أراد منكم الراسياتِ في الوحل (٢)، المطعماتِ في المحل (٣)، المدركاتِ بالدَّخْل (٤)، فليلحق بيثرب، ذات النخل، وهي المدينة، فكان الذين اختاروها وسكنوها الأنصار؛ الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، وهما ابنا قيلة ابنة كاهل بن عذرة ابن سعد بن زيد بن أسود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، ولهم يقول القائل (٥):

بَهالِيلُ (٦) من أولاد قَيْلَةَ لم يجد … عليهم خليطٌ في مخالطةٍ عَتْبَا

مطاعيم في المقرى مطاعين في الوغا … يرون عليهم فعل آبائهم نحبا (٧)

وكانت المرأة تَخْرج من مأرب بِمعزلها فتنْزل قرية قرية حتى تنْزل الشام، لا تحمل طعاماً ولا شراباً، {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَينَ أسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أنْفُسَهُم} (٨)

فَنُقِلتْ


(١) في سورة سبأ، الآية: ١٦.
(٢) الوَحْلُ: الطِّينُ الرقيق. القاموس (وحل) ص ١٠٦٧.
(٣) المَحْلُ: الشِّدَّة والجَدْبُ وانقِطاع المطر. القاموس (محل) ص ١٠٥٦.
(٤) الدَّخْلُ: الداء والعَيْبُ والريبةُ. القاموس (دخل) ص ٩٩٨.
(٥) لم أعرفه.
(٦) البُهْلول: العزيز الجامع لكل خير. القاموس (بهل) ص ٩٧٠.
(٧) النَّحبُ: النَّذْزُ. القاموس (نحب) ص ١٣٦.
(٨) سورة (سبأ) آية رقم: ١٩.