للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غسان (١) إلى الشام، والأَزد (٢) إلى عُمان، وخزاعة (٣) إلى تِهامة، والأنصارِ إلى يثرب، فأقاموا بالمدينة ووجدوا الأموال والآطام والنَّخْل في أيدي اليهود مع القوَّةِ والعَدَدِ والعُدَدِ، فمكثوا فيهم ما شاء الله، ثم سألوهم أن يعقدوا بينهم وبينهم جواراً وحلفاً يأمن به بعضهم من بعض، ويَمتنعون به ممن سواهم، فتعاقدوا وتَحَالفوا، واشتركوا وتعاملوا، فلم يزالوا على ذلك زماناً طويلاً، وأمِرَتِ (٤) الأوسُ والخزرجُ وصار لهم مالٌ وعَدَدٌ، فلما رأت قريظة والنضير حالهم خافوهم أن يغلبوهم على دورهم وأموالهم، فتنمَّرَوا عليهم حتى قطعوا الحلف الذي كان بينهم، وكانت قريظة والنضير أَعدَّ وأكثر، وكان يقال لهما الكاهنان وبنو الصريح. وفي ذلك يقول قيس بن الخطيم:

كنا إذا رامنا قومٌ بِمظلمة … شدت لنا الكاهنان الخيل واعتزموا

نسوا الرهون وآسونا بأنفسهم … بنو الصريح فقد عَفُّوا وقد كَرُمُوا (٥)

فأقامت الأوس والخزرج في منازلهم خائفين أن تُجلِيهم يهودُ، حتى


(١) غسان: حي من الأَزد، من القحطانية، بنو جفنة من بني عوف بن عمرو بن مزيقيا، سموا غساناً لأنهم شربوا من ماء غسان، الذي يقع بين زبيد وربع. نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ٣٤٨.
(٢) الأَزد: ويقال الأسد، وهم من كهلان من القحطانية، من أعظم أحياء العرب وأكثرها بطوناً وأمدها فروعاً. وأزد عمان -وهم المقصودون هنا- أحد فروعها، سكنت عمان لما تفرقت قبيلة الأزد. نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ٩٢، معجم قبائل العرب ١/ ١٥.
(٣) خزاعة: اختُلف في نسبهم، ولكن اتفق على أنهم من ولد عمرو بن لحي، وهو ابن حارثة بن عمرو بن عامر بن ماء السماء، ويقال: إن اسم لحي ربيعة. فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٦/ ٦٣٣، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص ٢٢٨، معجم قبائل العرب ١/ ٣٣٨.
(٤) أمِرَ: كَثُرَ، وتَمَّ. القاموس (أمر) ص ٣٤٤.
(٥) ديوانه) ص ١٤٣. وروايتهما فيه كما يلي:
إذا الخزارج نادت يوم ملحمة شدت الكاهنان الخيل واعتزموا
… ... ساقوا الرُهون وآسونا بأنفسهم عن الشدائد قد بروا وقد كرموا