للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نَجَمَ (١) منهم مالك بن العجلان (٢) أخو بني سالم بن عوف بن الخزرج وَسَوَّدَهُ الحيانِ الأوسُ والخزرجُ.

وكان الفِطْيَوْنُ ملك اليهود بزهرة، وكانت لا تُهدى عروس من الحيين الأوس والخزرج حتى تُدخل عليه (٣)، فكان هو الذي يفتضها قبل زوجها، فتزوجت أخت مالك بن العجلان رجلاً من قومها، فبينما هو/٧٣ في نادي قومه إذ خرجت أخته فُضُلاً (٤) فنظر إليها أهل المجلس، فَشَقَّ ذلك على مالك ودخل عليها فعَّنفَهَا وأنَّبَهَا، فقالت: ما يُصنع بي غداً أعظم من ذلك، أُهدى إلى غير زوجي.

فلما أمسى مالك اشتمل على السيف ودخل على الفِطيون متنكراً مع النساء، فلما خَفَّ مَنْ عِنْدَهُ عدا عليه، فقتله، وانصرف إلى دار قومه، ثم بعث هو وجماعة من قومه إلى من وقع بالشام من قومهم يُخبرونَهم بِحالهم ويشكون إليهم غلبة اليهود، وكان رسولهم الرَّمَق (٥) بن زيد بن امرئ القيس أحد بني سالم بن عوف بن الخزرج، وكان قبيحاً دميماً شاعراً بليغاً، فقال في خروجه إلى الشام:

طال الثواء على المراح فأصبحت … تسفي في إثر الرياح تحول


(١) نَجَمَ: ظهر وطلع. القاموس (نجم) ص ١١٦١.
(٢) سيد الأوس والخزرج في زمانه وهو قاتل الفطيون، والذي جاء بأبي جبيلة الملك الغساني. الاشتقاق ص ٤٥٨.
(٣) نقل رزين عن الشرقي أن ذلك العمل إنما كان من الفطيون في غير الأوس
والخزرج، وأنه أراد أن يسير فيهم بذلك فقتله مالك بن العجلان. جمهرة
النسب ص ٦٢٠، وفاء الوفا ١/ ١٧٩.
(٤) أي خرجت بالثياب التي تبتذل للنوم. القاموس (فضل) ص ١٠٤٣.
(٥) شاعر جاهلي، واسمه عبيد بن سالم بن مالك بن سالم. وفي اللغة الرَّمق: باقي النَّفَس. الاشتقاق ص ٤٥٦.