فأراد أمة بن حرام أن ينتزع من صخر بن أمية طائفة من أموالهم التي ترك أبوه فيقسمها في بني سلمة، وقال: إنه يكفي هذا الغلام بعض ما ترك أبوه، فَكَلَّمَهُ صخر بن أمية وعظم ذلك عليه، فقال له أمَة: أنت الغلام فرد، وهذا المال كثير يكفيك بعضه، فمشى صخر في بني عبيد وبني سواد فشكى ذلك إليهم، وقال: ما كان لأمة أن يأخذ مالي وإن كنت عنه غنياً، وكان غيري أفقر إليه، لِئَن أمةُ أجمع على قسم أموال أمية بن خنساء لأضربنه بالسيف، وسألهم أن يمنعوه إذا هو ضربه فأطاعوا له بذلك، ومضى أمة للذي أجمع عليه من قسمة أموال أمية بن خنساء، فأخذ بعض حوائطه لنفسه، وجمع لذلك بني سلمة، فقام إليه صخر وهو مشتمل على السيف فناشده أن لا يفعل فأبى عليه، فضربه صخر بالسيف ضربة على حبل عاتقه فقطع حبل العاتق، وقامت دونه بنو عبيد وبنو سواد تَمنعه، فلم يستطع أمة ولا حرام إليه سبيلاً، فنذر أمة أن لا يوريه ظل بيت ما عاش هو وصخر حتى يقتل بنو سلمة صخراً، أو يأتوه به فيرى فيه رأيه، وجلس أمة عند الغرب فوق مسجد الفتح مما يلي الجُرف في الشمس، فمرت به وليدة حطابة فقالت: مالك يا سيدي هاهنا في الشمس؟ فقال:
إن قومي أجمعوا لي أمرهم … ثم نادَوا ليَ صَخْرَاً فضرب
إنني آليت أن لا يستُرني … بيت من حَرُورٍ ذي لهب
أبداً ما دام صخر آمنا … بينهم يمشي ولا يخشى عطب
/٧٩ فذهبت الجارية فأخبرَتْهُم بِما قال أمة، فربطوا صخراً ثم أتوه به، فعفا عنه، وأخذ الذي كان يريد أن يأخذ من أمواله، فهذا شأن ما دخل بين بني سلمة.
قال الزبير: ونزل بنو بياضة، وبنو حارثة، وبنو كعب بن مالك، وبنو عامر بن مالك، وبنو معاوية بن مالك، دار بني بياضة، فابتنى بنو عطية بن عامر بن بياضة الأطم الأسود الذي في شمالي أرض فراس بن ميسرة، كان في