للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأغضب ذلك أخاها فأخذ بيدها ووقفها على نادي قومها وهي تقول:

أيجمل أن يؤتى إلى فتياتكم … وأنتم رجال فيكمُ عدد الرمل؟

أيجمل تمشي في الدما فتياتكم … صبيحة زفت في العشاء إلى بَعْل؟

فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه … فكونوا نساء لا تغب من الكحل

ودونكمُ ثوبَ العروس فإنما … خُلِقتُم لأثواب العروس وللغسل

فلو أننا كنا رجالاً وكنتمُ … نساء لكنَّا لا نقر على الذُّلِّ

فموتوا كراماً أو أميتوا عدوَّكم … وكونوا كنار شبّ بالحطب الجزل

وإلا فخلوا بطنها وتحمَّلوا … إلى بلد قفر وهَزْلٍ من الهزل

فَلَلْمُوتُ خيرٌ من مقامٍ على أذىً … وللفقر خير من مقام على ثُكْلٍ

/٩٣ فدبُّوا إليه بالصَّوَارم والقنا … وكل حُسَامٍ مُحْدَثِ العهد بالصَّقْلِ

ولا تجزعوا للحرب قومي فإنَّمَا … يقومُ رجال للرجال على رجل

فيهلك فيها كل وَغْلٍ مواكل … ويسلم فينا ذو الجَلادة والفضل

فلما سمعت جَدِيس ذلك منها امتلؤوا غيظاً ونكسوا رؤوسهم حياءً، فقال أخوها الأسود: يا قوم أطيعوني فإنه عز الدهر، فليس القوم بأعز منكم ولا أجلد، ولولا (١) تواكلنا لما أطعناهم وإن فينا لمنعة.

فقال له قومه: أشِرْ بما ترى، فنحن لك مانعون، ولما تدعونا إليه مسارعون، إلا أنك تعلم أن القوم أكثر منا عَدَداً وعُدَداً، ونَخافُ أن [لا] (٢) نقوم لهم عند المنابذة، فقال لهم: قد رأيت أن أصنع للملك طعاماً، ثم أدعوه وقومه، فإذا جاؤونا قمت أنا إلى الملك فقتلته، وقام كل واحد منكم إلى رئيس من رؤسائهم (٣) ففرغ منه، فإذا فرغنا لم يبق للباقين قوة، فنهتهم أخت الأسود بن غِفار عن الغدر، وقالت: نافروهم، فلعل الله تعالى أن ينصركم


(١) في الأصل: (ولو).
(٢) الزيادة من معجم البلدان ٥/ ٤٤٤.
(٣) في الأصل: (روسها) والتصحيح من معجم البلدان ٥/ ٤٤٤.