للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرَّاء (١) في قولِ الأشْجَعِيِّ: (٢)

وَعَدْتِ وكانَ الخُلْفُ مِنْكِ سجِيَّةً … مَواعِيدَ عُرْقُوبِ أخاهُ بِيَتْرَبِ (٣)

وَيَتْرَبُ هذه مَدِينَةٌ بِحَضْرَمَوْت نَزَلها كِنْدَةُ (٤) ويُقَال: إنَّ عُرْقُوبَ صاحِبُ المواعِيدِ كانَ بِهَا.

قال الكَلْبيُّ: (٥) سَمِعْتُ أَبي يُخْبِرُ بحديثِهِ أنَّهُ كانَ رَجُلًا مِنَ العمالِيقِ يُقَالُ لَهُ: عُرْقُوبٌ. فَأَتَاهُ أَخٌ لَهُ يَسْألهُ فقال لَهُ: إذا طلعت النَّخْلَةُ فَلَكَ طَلْعُها، فَلَمَّا أتاه للعِدَة قَالَ: دَعْها تَصِيرَ بَلَحًا، فَلَمَّا أبْلَحَتْ قال: دَعْها تَصِيرَ زَهْوًا، ثمَّ حَتَّى تَصيرَ بُسْرًا، ثمَّ حَتَّى تَصِيرَ رُطَبًا ثمَّ تَمْرًا، فَلَمَّا أَثْمَرَتْ عَمَدَ إِلَيْها عُرْقُوبُ مِنْ اللَّيْلِ فَجَزَّها ولم يُعْطِهِ شيئًا، فَصَار مَثلًا في الخُلْفِ (٦).


(١) لم يُجمع العلماء على ذلك، بل رواه أبو عبيد القاسم بن سلام بالمثلثة، أي يثرب، ثم عَقَّبَ على تلك الرواية بقوله: وبعضهم يرويه: بأترب. الأمثال ص ٨٧. وقد دار نقاش كثير بين العلماء في تحديد الرواية الصحيحة؛ سواء في هذا البيت أو في أبيات أخرى ضمَّنَتْ هذا المثل، مثل قول الشماخ:
وواعدني ما لا أحاول نفعهم … واعيد عرقوب أخاه بيترب
راجع (شرح أبيات سيبويه) لابن السيرافي: ١/ ٣٤٣، فرحة الأديب ص ٨٣، الصحاح (ترب) ١/ ٩١، اللسان (ترب) ٢/ ٢٣١. وقد بسط القول في ذلك العلامة البغدادي في كتابه (حاشية على شرح بانت سعاد) ٢/ ٢٠٧٢١٠.
(٢) هو جبيهاء أو جبهاء الأشجعي، واسمه يزيد بن عبيد، شاعر أموي بدوي من مخاليف الحجاز، مُقِلٌّ، وليس من معدودي الفحول. الأغاني ١٦/ ١٤١، المؤتلف والمختلف ص ٧٧.
(٣) شعره ص ١٦، ضمن شعراء أمويون.
(٤) وقال قطرب: يَتْرَبُ: هي قرية بين اليمامة والوشم. معجم ما استعجم ١٤/ ١٣٨٨، معجم البلدان ٥/ ٤٢٩.
(٥) هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي، أبو المنذر، الأخباري النسابة، لم يوثقه أهل الحديث. مات سنة ٢٠٤ هـ. وفيات الأعيان ٦/ ٨٢، لسان الميزان ٦/ ١٩٦.
(٦) معجم البلدان ٥/ ٤٢٩، وعنه ينقل المؤلف.