للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المُحَمَّدِيَّةِ، وَمَحَلُّ ظُهُورِ أَنْوَارِ البَرَكات النَّبَوِيَّة، ومَنْبَعُ فيض بِحَارِ أَنْوارِ المِلَّةِ الإسلامِيَّة، دَارُ النَّصْرِ والانْتِصار، ومكان الظُّهُورِ والإظهار، مَهْبِطُ الملائِكَةِ المُقَرَّبين، وَفَلَكُ يَنْبُوع شُمُوس سَعَادات المُومِنين، دار الأحْبابِ الكِرَام، وَمَوْطِنٌ خَصَّهُ الله بالإجلالِ والإكرامِ، مَنْ نَزَل بجَنابها حَفَّتْهُ الخَيْرَات، ومَنْ حَلَّ بِبابِها شَمِلَتْهُ الأنْوَارُ والبَرَكات، فَهذِهِ الأمُوْرُ أَعْظَمُ المَبَرَّاتِ وَأَجَلُّ الحسناتِ.

البَحْرَةُ والبُحَيْرَة: الأوَّل بِفَتْحِ الباءِ وسُكُونِ الحاء المُهْمَلَةِ، والثاني بِلَفْظِ تَصْغِير الأوَّل.

ذكر هذَيْنِ الاسْمَيْن ياقوت الحموي في المُعْجَمِ الكبير، فقال في ترجمة بَحْرَةَ التي مِنْ أَعْمالِ الطائِفِ: والبَحْرَة أَيْضًا مِنَ أَسْماءِ مَدِينَةِ الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - والبُحَيْرَةُ أيضًا، مِن أَسْمائِها (١).

والبَحْرَةُ: الأرْضُ والبَلْدَة، يُقَالُ: هَذِه بَحْرَتُنا، أي: أَرْضنا وَبَلْدَتنا (٢).

وفي حَدِيثِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه لَمَّا عادَ سَعْدَ بن عبادَةَ - رضي الله عَنْهُ -، في مَرَضِهِ، وقَفَ في مَجْلِسٍ فيه عبد الله بن أُبَي بن [أبي] سَلُولٍ، فَلَمَّا غَشِيَتْ عُجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عبد الله بن أُبي أَنْفَه ثُمَّ قال: لا تُغَبِّروا عَلَيْنا، فَوقَفَ رَسُولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم - ودعاهم إلى اللّه تعالى وقراءَةِ القُرْآن، فقال لَهُ عبد الله: أَيُّها المرْءُ، إنْ كانَ ما تَقُولُ حَقًا فلا تُوذنا في مَجْلِسِنا، وَارْجِع إلى أَهْلِكَ، فَمَنْ جاءَكَ منَّا فَقُصَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَكِبَ دابَّتَهُ حَتَّى دَخَل على سَعْدِ بن عبادة - رضي الله عنهُ - فَقال: أي سَعْدُ؛ أَلَمْ تَسْمَعْ ما قال أبو حُبَابٍ قال كذا، قال سَعْدٌ - رضي الله عنه -: اعْفُ عنهُ واصْفَحْ، فَوَاللهِ لَقَدْ أَعْطاكَ الله الذي أَعْطاكَ، ولقد اصْطَلَح أَهْلُ هذه


(١) معجم البلدان ١/ ٣٤٦.
(٢) اللسان (بحر) ٤/ ٤٤.