للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ـ وعن سُليْمَان بن بُرَيْدة وغيره رَضِيَ اللَّه عَنْهُم قال: إن النبيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينَ أَمَرَهُ الله تَبَارَكَ وتَعالى بالهِجرَةِ قال: «اللهُمَّ إنكَ أخرَجْتَني من أَحَبِّ بِلادِكَ إليَّ فَأسْكِنّي أحَبَّ بِلادِكَ إليك» (١).

ـ وعن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قال: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَيُوشِكَنَّ الدينُ أن يَنزوِيَ إلى هَذَينِ الْمَسجِدَينِ كَمَا تَنزوي الْحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا، ويُوشِكَنَّ أن يَتَشَاحُّوا على مَوضعِ الوَتَدِ بالجَمَّاءِ (٢)، كَشُحِّ أَحَدِكُمْ أن يُنْتَقَصَ مِنْ دَارِهِ إلى جَانِبِ المسجِدِ، وَلَيُوشِكَنَّ أن يَبْلُغَ بُنيَانُهُمْ يَهِيقَاً» (٣).

قالوا: يا رَسُولَ اللَّه فَمِن أَينَ يَأكلونَ؟ قال: مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا يُشِيرُ إلى


(١) ذكره ابن عبد البر في الاستذكار ٦/ ١١٠، ثم قال: فهو حديث موضوع منكر، لا يختلف أهل العلم في نكارته وضعفه، وأنه موضوع، وينسبون وضعه إلى محمد بن الحسن بن زبالة المدني، وحملوا عليه فيه، وتركوه.
… وقد روي نحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه الحاكم ٣/ ٣، ثم قال: هذا حديث رواته مدنيون. عقب عليه الذهبي قائلاً: لكنه موضوع، فقد ثبت أن أحب البلاد إلى الله مكة.
ومما يدل على أن أحب البلاد إلى الله مكة، حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ ابْنِ حَمْرَاءَ الزُّهْرِيِّ في فضل مكة قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ وَلَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ».
… أخرجه الترمذي، في المناقب، باب في فضل مكة، رقم: ٣٩٢٥، ٥/ ٧٢٢. وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ. وأخرجه ابن ماجه، في المناسك، باب فضل مكة، رقم: ٣١٠٨، ٢/ ١٠٣٧. والدارمي، في السير، باب إخراج النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة، رقم: ٢٥١٠، ٢/ ١٩٣، وغيرهم.
(٢) الجَمَّاء: بالفتح وتشديد الميم، ثلاثة جبال بالمدينة. للتوسع انظر: الباب الخامس (الجماء)، وفاء الوفا ٣/ ١٠٦٣.
(٣) قال المصنف في الباب الخامس: يَهِيْق: موضع بقرب المدينة، ولم أر من تعرض لذكره ممن صنف في أسماء الأماكن.